بعد كل من مدينتي الصويرة ومراكش، حطت جولة مهرجان كناوة مساء أمس الخميس الرحال بمدينة الدار البيضاء في مرحلتها الثالثة، بسهرة افتتاح احتضنها مركب محمد الخامس.
وتعد محطة العاصمة الاقتصادية، التي تمتد حتى 19 يونيو الحالي، عشاق الموسيقى بالاستمتاع وعيش تجربة موسيقية رائعة على إيقاع الأصوات الحية والاحتفالية والفيزيون الجديد والأصيل.
في هذه الأمسية الأولى من برنامج محطة الدار البيضاء من جولة مهرجان كناوة، كان للجمهور الحاضر إلى ساحة مركب محمد الخامس موعد مع حفلتين موسيقيتين قدمهما أساتذة موسيقى كناوة الكبار، الذين سحروا بأصواتهم القوية وآلاتهم.
وعرف الحفل الأول إبحار الجمهور في عوالم كناوة بأداء لمعلم رشيد حمزاوي وابنته أسماء حمزاوي.
فلمعلم رشيد الحمزاوي، الذي ينتمي إلى عائلة كناوية، هو أحد أهم ممثلي مدرسة كناوة بالدار البيضاء .. هذا الشغف بفن كناوة نقله إلى ابنته أسماء التي رافقته على الخشبة في لحظة موسيقية مليئة بالإيقاعات والعواطف.
وقد غنت أسماء حمزاوي على الخشبة مع فرقتها النسائية بنات تمبكتو، والتي أصبحت قائدة لها في سن العشرين.
فأسماء الحمزاوي العازفة الموهوبة على آلة الكمبري هي من القلائل والأصغر سنا ضمن سفراء فن كناوة. ونالت لمعلمة الشابة وفرقتها النسائية إعجاب الجمهور وظلت مخلصة لتقاليد كناوة من حيث الأسلوب ولكن أيضا على مستوى الموضوعات التي تتناولها أغانيها مثل المعاناة وذاكرة إفريقيا.
في جو احتفالي سافر لمعلم رشيد حمزاوي وابنته بالجمهور إلى عوالم الفن الكناوي الرائع، قبل أن يفسحا مكان العرض إلى خمسة فنانين قدموا للجمهور مزيجا سحريا يجمع بين الفولك والبلوز والكناوي.
وخلال هذا اللقاء الفني تناوب على خشية العرض كل من لمعلم حسن بوسو، والملحنة والعازفة الشابة سكينة فحصي، ومغني الفولك الإنجليزي بييرس فاشيني، والعازف على آلة الباتري الفرنسي سيريل عاطف، والموسيقي الشغوف بلون الفيزيون مالك زياد، حيث منحوا الجمهور مشهدا فريدا، مثبتين أنه يمكن مزج مختلف الأنواع الموسيقية بشكل رائع.
فإلى جانب الريبرتوار الكناوي التقليدي الغني بالأصوات الغربية للمعلم حسن بوسو، قدم باقي المغنين والموسيقيين الآخرين لمساتهم الأصلية في إبداع موسيقي، التي أمتعت الجمهور وسحرته. وفي تناغم تام، أكد هؤلاء الفنانين مرة أخرى أن الموسيقى يمكن أن تخلق الجسور وتتجاوز الاختلافات.
ويتضمن برنامج جولة مهرجان كناوة بالدار البيضاء، تنظيم تسع حفلات موسيقية من بينها أربعة في فن الفيزيون، يومي 16 و17 يونيو الجاري بساحة مركب محمد الخامس ويوم 19 يونيو بمؤسسة تورية وعبد العزيز التازي (L’Uzine).