تمغربيت24
بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب الجائحة العالمية، يعود الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب ليفتح الباب في وجه زواره هذه السنة، تحت شعار “الجيل الأخضر، لأجل سيادة غذائية مستدامة”، مع اختيار دولة المملكة المتحدة كضيف شرف لهذه الدورة الـ15، وذلك خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 7 ماي 2023، بمدينة مكناس.
وأوضح محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال ندوة صحفية، اليوم الثلاثاء 10 يناير 2022، لإن “تنظيم الملتقى الدولي للفلاحة حدث جد مهم يُهيكل الأجندة الفلاحية ببلادنا وهو من التظاهرات الكبرى على الصعيد الدولي”، مشيرا إلى أن “الملتقى أخذ تطورا مهما منذ مجيء المخطط الأخضر الذي هيكل الملتقى الذي يجمع المهنيين والفاعلين في المجال الفلاحي”.
واستحضر صديقي المساهمة الاقتصادية المهمة لمغرض الفلاحة، مؤكدا “هناك تأثير اقتصادي ملموس لمعرض الفلاحة، وذلك عبر تواجد عارضي المنتوجات الفلاحية الذين يتزايد عددهم ويكون المعرض مناسبة بالنسبة إليهم للبيع والتوجيه والاطلاع على المستجدات الفلاحية”.
وأورد الوزير: “يعمل الملتقى على إشعاع بلادنا عالميا، حيث يضم سنويا عارضين من أكثر من 60 بلدا، مع تسجيل ازدياد في إقبال الدول الإفريقية بسبب السياسة الملكية تجاه البلدان الإفريقية القائمة على التعاون جنوب-جنوب”.
وأفاد وزير الفلاحة أن “العالم يعيش منذ 2020 فترة تاريخية أثرت على حياة الإنسان، وتوبعت بجفاف مطول، فكان القطاع الفلاحي من بين القطاعات التي تأثرت وفي نفس الوقت أعطت الحلول خلال تلك الفترة”، مضيفا أن “الفلاحة في بلادنا مكنت من تحقيق الأمن الغذائي الذي أساسه هو الإنتاج الوطني الفلاحي، الذي جاء بفضل جهود الفلاحين والمهنيين والغرف وباقي الفاعلين”.
وكشف صديقي أن العديد من المعطيات تغيرت في عالم اليوم، مشيرا إلى أن “العولمة عوضت بالسيادة الفلاحية والغذائية، وأن دول كثيرة باتت تسمي وزارة الفلاحة بوزارة السيادة الغذائية، ما يؤكد أهمية الهيكلة التي جاء بها مخطط الجيل الأخضر”، موردا أن هذا المخطط وضع الإنسان في صلب اهتمامه ويعمل على تحسين ظروف عيش الفلاحين الصغار والمتوسطين للاستمرار في الإنتاج ومواكبتهم عبر برنامج التنمية الفلاحية، إضافة إلى تحقيق الاستدامة لمواجهة التقلبات المناخية.
وفي إشارة إلى ضيف الشرف، المملكة المتحدة، قال وزير الفلاحة أن الهدف من هذه الاستضافة هي “تثمين العلاقات الممتازة والتاريخية والتي ينبغي إعطائها نفسا جديدا فيما يخص الميدان الفلاحي”.
ومن جانبه قال جواد الشامي، المندوب العام للملتقى، أن المعرض “مناسبة حقيقية للتبادل وتنظيم اجتماعات ومواعيد للأعمال، كما يشكل فضاء للعرض ومحفزا للتجارة والأعمال، واليوم هو يتموقع كأول معرض في إفريقيا، كما يعد من بين أفضل الملتقيات الفلاحية في العالم”.
وأشار الشامي إلى أنه سيتاح للعارضين فرصة تثمين منتجاتهم والترويج لأنشطتهم، مشيرا إلى أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب بمثابة الفضاء المناسب “لإبراز مبتكرات كل سلسلة من سلاسل الإنتاج الفلاحي، ومناسبة لاكتشاف التقدم المحرز على مستوى مختلف الميادين المكونة لسلسلة قيم القطاع الفلاحي، سواء بالنسبة للعموم أو بالنسبة للمنظومة البيئية القطاعية، وسيستفيد العارضون وكافة الفاعلين في القطاع من قوة وإشعاع المعرض من أجل الالتقاء وربط اتصالات مثمرة مع الزبناء والممونين والشركاء من أصحاب الزبناء”.
وكشف الشامي أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، ملتقى ذو طابع مهني شمولي، حيث شهد، خلال دورته الماضية، أكثر من 200 اتصالا بين الشركات، وأكثر من 50 اتفاقية موقعة، وأكثر من 30 ندوة، مشيرا إلى أن الملتقى الدولي للفلاحة أكد طابعه المهني من خلال ثراء برامج ندواته ونوعية المتدخلين الوطنيين والدوليين، وكذلك من خلال العديد من الأعمال الثنائية B2B التي أتاحها، وكذا توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات.
وبلغت النسخة الأخيرة من معرض الفلاحة، وفق الشامي، 850 ألف زائر، في حين ترتقب الدورة الخامسة عشر أن تستقبل 900 ألف زائر، وأكثر من 60 بلدا مشاركا، و240 عارضا دوليا. وسيتم إقامة النسخة في مكانها المعتاد بالقرب من صهريج السواني بمكناس، حيث أكد المندوب أن اختيار المكان تم على مستويات عليا وأنه المعرض عرف بشكل كبير من خلال مكانه وطريقة تصميمه العالمية.