و م ع
أكدت الحكومة الإسبانية إنها تجري محادثات مع المغرب بشأن إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية، الذي يتم من طرف إسبانيا انطلاقا من جزر الكناري، حيث أكدت أن المفاوضات بين الجانبين بهذا الخصوص قد انطلقت بالفعل.
وأبرزت الحكومة الإسبانية في رد على سؤال برلماني، نقلته وسائل الإعلام أول أمس الأربعاء، أن المحادثات مع المغرب “تقتصر على إدارة المجال الجوي والتنسيق بين الطرفين من أجل تحقيق قدر أكبر من الأمن في الاتصالات والتعاون الفني”.
تأكيد الحكومة الإسبانية خلف ردود فعل متباينة من طرف التحالف الذي يحكم إسبانيا، إذ رد عليه حزب “اليسار الموحد” على تويتر، قائلا “لقد أهاننا الباريس مرة أخرى كدولة..”.
من جهة أخرى أفاد رئيس الحكومة الإقليمية لجزر الكناري بأنه “لن يكون هناك أي تغيير في الوضع، أريد أن أكون واضحا وقويا تماما؛ لأن الاتفاقية الموقعة بين المغرب وإسبانيا في عام 2022 لا تتضمن هذه النقطة”.
ويعتبر المسؤول نفسه أن “وزير الخارجية الاسبانية نقل إليه هذا الأمر”، موضحا “لقد طلبت منه الوضوح المطلق، وأجاب بأنه لن يكون هناك بأي حال من الأحوال تنازل عن المجال الجوي وأن ما يتم الحديث عنه بين الحكومتين هو مجرد تحسين إدارة الأجواء”..
فيما لم يعلق حزب بوديموس، المكون الآخر للتحالف الذي يحكم إسبانيا منذ يناير 2020، رسميًا حتى الآن على بدء مفاوضات نقل السيطرة الجوية على الصحراء إلى المغرب.
وتأتي هذه المفاوضات في سياق التحول الإسباني المعلن بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي انطلق في 19 مارس 2022، مع خروج مدريد من المنطقة الرمادية بإعلانها، لأول مرة علناً، دعمها موقف الرباط ومقترحها للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، في تغيير جذري وتخلٍّ عما كانت تعتبره الدبلوماسية المغربية غموضاً في الموقف الإسباني، وحياداً سلبياً تجاه الملف.