اختتمت مساء اليوم الأحد 4 يونيو بالزنييد جماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش فعاليات الدورة ال11 لموسم ماطا، الذي نظمته الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، من 2 إلى 4 يونيو الجاري، بحفل تقديم الجوائز على الفائزين في سباق “ماطا”، حيث فاز الفارس رشيد الفرجاني من دوار السعيدي بدمية “ماطا” لموسم 2023، كما ثم بالمناسبة تسليمه مبلغا ماليا عبارة عن شيك ومجموعة من الهدايا والشهادات.
وتميز حفل اختتام الدورة الحادية عشر، الذي حضرته شخصيات مهمة من عالم الثقافة والسياسة والفن من بينها عامل اقليم العرائش والوفد المرافق له.
واستقطب المهرجان، الذي ينظم تحت الرعاية الملكية، أزيد من 200 ألف زائر، كما حضي بحضور وسائل إعلام وطنية ودولية مهمة تمثل القنوات العربية والدولية وخاصة الناطقة بالإسبانية، مؤكدة بحضورها نجاحه في إحياء الإرث التاريخي والثقافي للمنطقة والتعريف بهويتها الحضارية المتنوعة الضاربة في جذور التاريخ، وإبراز الدور البطولي للفروسية في حماية ثغور الوطن وكذا التعريف بالمنتوج الفلاحي والصناعة التقليدية لمنطقة جبالة وتدعيم مسار التنمية الثقافية والسياحية بالمنطقة.
وحملت الدورة الحادية عشر التي نظمتها الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي بتنسيق مع نقابة الشرفاء العلميين وبشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو شعار “الحفاظ على موروث الفروسية بجهة شمال المغرب وترسيخ حضوره وإشعاعه من أهداف ماطا.
واستمتع رواد المهرجان ببرنامج متنوع وسهرات فنية ومعارض مختلفة،وبعرض تمثيلي لعملية “ثويزا” بمشاركة فرقة الحصادة الشعبية المنحدرة من هذه المنطقة القروية بالإضافة إلى فرسان من بعض القرى المجاورة، التي تجسد التعاون والعمل المشترك بالتناوب يوميا بين الفلاحين.
وفي هذا الصدد قال نبيل بركة مدير المهرجان، إن هواة الفروسية وعشاق الطبيعة والتراث التقليدي للمنطقة لهم موعد سنوي للاستمتاع بالعروض الثقافية والرياضية، التي تروم بالأساس، التعريف بالتراث الثقافي المتجذر، الذي تجسده فروسية “عروس ماطا”.وأضاف السيد نبيل بركة أنه بصدد إنشاء مدرسة لتربية وإنتاج الخيول الأصيلة وتحسين السلالات الأخرى.
وأضاف نبيل بركة أن المهرجان حاول “إحياء الموروث الحضاري المغربي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته بما يمثله من قيم وطنية ومن تضامن اجتماعي، والمساهمة في الدينامية السياحية والثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية”.
وأشار بركة إلى أن “الدورات السابقة جلبت إليها الأنظار من كل أقطاب العالم بمشاركة نوعية خاصة من الفرسان وإتقانهم الكبير لهذه اللعبة الشعبية، التي تستقطب اهتمام المغاربة كما الأجانب”.
وأضاف نبيل بركة قائلا “هذا الحدث السنوي أصبح مهما،حيث تعتبر مسابقة ماطا للفروسية حجر الزاوية، يساهم في إحياء الموروث الحضاري غير المادي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته، ويثمن مكانة الفرس في جهة الشمال ويشيد بفرسانها، كما يعزز أيضًا التنمية الاقتصادية والسياحية بالجهات الشمالية والجنوبية للمملكة من خلال تسليط الضوء على إمكانياتها العديدة والترويج للمنتجات المجالية والحرفية الغنية والمتنوعة التي أضحت تتمتع بشهرة عالمية”.
وشدد نبيل بركة على أن بلوغ هذه المرحلة لم يأت صدفة، وإنما كان نتاج مجهود بذل منذ سنوات عديدة من دورات المهرجان، والتي عرفت تطورا ملموسا، حتى باتت “ماطا” علامة مميزة للتراث المحلي لشمال المغرب، سرعان ما تعدت المنطقة الى باقي جهات المملكة، بل وحتى خارج الحدود، مبرزا أن المهرجان جسد قيم التسامح والاعتدال التي ما فتئ يشدد عليها الملك محمد السادس من خلال مشاركة وازنة لعدد من ممثلي الديانات السماوية.
ومن جهتها أبرزت نبيلة بركة رئيسة الجمعية العلمية العروسية للعمل الإجتماعي والثقافي أن دورة هذه السنة، كانت في المستوى المطلوب ببرنامج احتفالي متميز وحضور وازن لشخصيات عالمية تنتمي لعالم الفن والمال والأعمال والسياسة، مشيرة إلى أن الرهان انصب هذه السنة على جلب أكبر عدد من الجمهور، للتعرف عن قرب على التقاليد العريقة للمنطقة والإطلاع على مكونات التراث المحلي، الذي يحمل أبعادا ثقافية وفنية وروحية.
وأضافت نبيلة بركة أن المهرجان يسمح بعرض المنتجات المجالية والتقليدية ،والتي تعد نقطة بارزة في كل نسخة من مهرجان ماطا الدولي لركوب الخيل. وأن الأقاليم الجنوبية، الضيف الدائم للمهرجان، حيث تعرض منتجاتها إلى جانب تعاونيات المنطقة الشمالية وتسمح لضيوفها باكتشاف تنوع وثراء كنوزها المحلية. وإنها لدليل على الإلتزام بتعزيز السياحة والديناميكيات الثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية.
ومن جهته دعا عمر حاجي مدير المهرجان، إلى تعبئة جهود كافة الفاعلين لإنجاح إدراج هذه اللعبة ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمتي اليونسكو والإيسيسكو.
وأكد حاجي أن مهرجان ماطا الدي ينعقد تحت الرعاية الملكية بدائرة مولاي عبد السلام بن مشيش بإقليم العرائش تحت شعار “ماطا تراث إنساني وملتقى الثقافات”، على انخراطهم القوي من أجل الاسهام، كل حسب أدواره ومجال اشتغاله، في إنجاح عملية ادراج “ماطا” ضمن التراث اللامادي لمنظمتي ” اليونيسكو” و “الايسيسكو”، لما لهذا الأمر من دور كبير في تحصين الموروث المغربي المتجذر في التاريخ.
وأجمع متتدخلون مشاركون في هده الدورة على نجاح مهرجان “ماطا” في بلورة أهدافه على أرض الواقع، وإعطائه صورة متميزة عن مغرب غني ومتنوع بتراثه النابع من أصالة مملكة تحرص وفق الرؤية الملكية على التوفيق ما بين الحداثة والتطور والتشبث بالتقاليد والعادات.
وأضاف عمر حاجي على أن العناية الملكية للموروث اللامادي المغربي، يعد عاملا أساسيا، ومحفزا لكل المبادرات الرامية إلى حماية وتحصين الموروث الوطني الثقافي الزاخر بتنوعه، وأبعاده الإنسانية الحضارية الضاربة في التاريخ.
وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، قد أعلن عن انطلاق الإجراءات الهادفة إلى تسجيل فنون الفروسية “ماطا” في قائمة التراث غير المادي لليونيسكو، وذلك تماشيا مع الرؤية الملكية السديدة الرامية إلى تثمين وتحصين التراث الثقافي المغربي على الصعيد الدولي، مضيفا أن الإجراء نفسه تقوم به الوزارة أيضا على مستوى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو”، لتمكين العالم من اكتشاف هذه اللعبة الفريدة التي تتطلب الشجاعة والذكاء من طرف ممارسيها.