وزان: محمد بقالي
تنظم دار الشعر بتطوان ليلة شعرية جديدة بمشاركة الشاعر كمال أخلاقي والشاعرة لطيفة الوزاني الطيبي والشاعر خالد البيهي، يوم السبت 15 يوليوز الجاري، في منزه مدرسة التهامي الحراق بحي باب العقلة بتطوان، ابتداء من الثامنة مساء. ويحيي هذه الليلة الشعرية ثنائي غرناطة على القيثار، مع محمد العربي بن الأحمر وأحمد الفقير، في حوار موسيقي وشعري مختلف.
ويعد منزه مدرسة التهامي الحراق من الفضاءات الثقافية الجديدة في مدينة تطوان، والذي أقيم على غرار منزه الشاعر الصوفي الكبير محمد الحراق، شأنه في ذلك شأن شاعر الأندلس المعتمد ابن عباد، الذي شيد منزها شعريا لا يزال يطل على مدينة إشبيلية، شاهدا على مملكة شعرية غابرة حاضرة.
ويفتتح الشاعر المغربي كمال أخلاقي هذه التظاهرة، وهو صاحب تجربة شعرية عميقة، تذهب بحداثة القصيدة إلى مداها، من خلال لغة جديدة وعوالم مبتكرة، تتجاوز بلاغة الأسلاف نحو استشراف أفق شعري مفتوح على اللانهائي. حدث ذلك منذ عشرين عاما، مع ديوانه الأول “أكثر من جبل”، مرورا بديوان “إشراقات الأبد” الصادر سنة 2009، و”تماما كما يفعل الملاك” 2015، وصولا إلى ديوان “أرش الملح على جثتي وأضحك”، حيث يسلك الشاعر طريقا غائرا في قلب قصيدته لا يكاد يعرفه أحد سواه، بحثا عن الشعري في تخوم الخيال المجنح، مثل ملاك محكوم عليه بالإنشاد، كما يقول الشاعر. أما الشاعرة لطيفة الوزاني الطيبي فتكتب قصيدة جديدة بمرجعية صوفية ضافية، وأفق شعري بعيد الرؤى والتجليات، كما يشهد على ذلك ديوانها الشعري “سبحة”، الصادر حديثا. بينما ينحت الشاعر خالد البيهي قصيدة تتزين بجمال الشكل الشعري ابتغاء فتنة القارئ وتأويله، منشغلا في كتابته بسؤال الكتابة نفسها، بوصفها مبتدأ الشاعر ومنطلقه نحو المطلق القصي في التصوير الجمالي والتفكير الشعري.
وتبقى “ليالي الشعر” من أهم التظاهرات التي تقيمها دار الشعر في تطوان منذ تأسيسها، ويشارك فيها شعراء يمثلون مختلف أجيال وأشكال الكتابة الشعرية في المغرب، مثلما شارك فيها شعراء عرب وأجانب يمثلون أزيد من عشرين دولة، وما لا يعد وليس يحصى من التجارب في الكتابة، على تعدد اختياراتها الفنية ورهاناتها الشعرية.