أكد الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديموقراطي، عبد الرزاق الإدريسي، في حوار مع جريدة “تمغربيت 24″، أنه يجب الحد من قمع الاحتجاجات، والاعتقالات والمتابعات ضد الأساتذة المتعاقدين، وأبدى رأيه حول القرارات الجديدة التي اتخذتها وزارة التعليم، وأيضا في شخص الوزير شكيب بنموسى.
في هذا الحوار تحدث الإدريسي بحرقة ووضوح عما يعتري مجال التعليم من مشاكل، كما اقترح الحلول الممكنة في هذا الشأن.
+ ما رأيكم في احتجاجات أسرة التعليم بهذا الزخم؟
- يجب الذهاب للب المشكل، فالناس التي تحتج ليست هي السبب، بل غياب رؤية حول إصلاح هاته المشاكل هو السبب، مع ضرورة وضع حوار جدي ومسؤول من أجل حل جميع مشاكل نساء ورجال التعليم، الذين يجب أن يتواجدوا في القسم عوض الشارع، والتعرض للاعتقال.
الأساتذة المتعاقدون يصل عدد المتابعين فيهم ل 45 بمختلف مناطق المغرب، كما أن محاكماتهم تتأجل باستمرار، ويحضر فيها المتضامنون معهم، ثم يحدث بعد ذلك سلسلة من الاعتقالات، وبالتالي نبقى في هاته الدوامة بدون حل واقعي، وبالتالي يجب استحضار حل جذري يبنى على الحوار.
+ لماذا في نظركم تم تأجيل اللقاء الذي كان مرتقبا بينكم وبين الوزارة يوم الثلاثاء الماضي؟
- إن تأجيل الوزارة للاجتماع الذي كان مرتقبا يوم 7 من دجنبر الجاري، راجع لكونها غير مستعدة، وليست لديها أجوبة على تساؤلات النقابات التعليمية، وعلى المشاكل المطروحة، وننتظر من يوم 14 أن تأتي بحلول لمشاكلنا، حتى يتفرغ المدرس المغربي لعمله وتعليم أبناء وطننا ببال مرتاح وبنفسية قوية.
+ هل تغير موقفكم تجاه قرار تسقيف ولوج مراكز التكوين في حدود سن 30 ؟
- نحن ما نزال نرفض قرار الوزراة القاضي بتسقيف سن الولوج لمراكز التكوين في سن الثلاثين، ولو عقد الاجتماع يوم 7 دجنبر الجاري لطرحناه من جديد، وقد أصدرنا في الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديموقراطي، بيانا طرحنا فيه هذا الملف، وحاليا الوزارة تحاول فرض الأمر الواقع، حيث أنه يوم السبت 11 دجنبر الجاري ستقام مباراة ولوج مراكز التكوين، وبالتالي لم يتبقى أي وقت لنتفاوض معها حول هذا الملف، وبالتالي ربما حتى تأجيل اللقاء الذي كان مفترضا يوم 7، جاء لفرض الأمر الواقع في هذا الملف.
+ في اللقاء المفترض أن يجمعكم بوزارة بنموسى الثلاثاء المقبل، هل توجد مطاب أخرى قد تتقدمون بها؟
- نعم توجد قضية الوصول لمهنة التدريس من سن الباكالوريا عبر كلية علوم التربية، التي لم يتبقى فيها أي شيء، وبالتالي نحن نطالب الوزارة أن تتحمل مسؤولية تكوين المدرسين، باعتبارها المكون والمشغل، وتعرف جيدا ما يخص المدرس والمدرسة، حتى يؤدي واجبه بشكل أفضل، خاصة على المستوى الأكاديمي، ونقصد هنا المعرفة العلمية والتخصص، وكذا على المستوى البيداغوجي والديداكتيكي، وعلى مستوى الحرفة والمهنة الخاصة بالتعليم، وهاته المطالب كنا نطرحها، لكنها تعرضت لتلف، ولم تجد الأذان الصاغية، وبالتالي تحقيق هاته المطالب يجنبنا التباكي عند وصول الرؤية الاستراتيجية لسنة 2030، بالاكتظاظ ونقص الموارد البشرية، وكذا ضعف المناهج، وبالتالي سنبقى في نفس الحلقة ونحن نتمنى العكس عند ذاك الوقت.
السؤال المطروح هو ما حلول الوزارة باعتمادها لشهادة الباكالوريا لولوج مهنة التعليم، أمام المجازين الحاليين، والذين لهم إجازة تربوية، وسنتين فما فوق، ولديهم ثلاثين سنة في العمر، وبعضهم يعمل في القطاع الخاص، وهناك من له إجازة ليست بميزة، وبالتالي فالوزارة الحالية يجب أن تعمل على تسوية حقوق المجازين الحالييين بأسرع وقت ممكن، ثم بعدها تفتح المجال لأصحاب الباكالوريا.
+ متى تتوقفون عن الاحتجاج، ما الذي يرضيكم للعودة إلى عملكم في أسرة التعليم دون تكرار الاحتجاجات والإضرابات؟
- سنوقف احتجاجاتنا عندما يتم حل المشاكل، وعندها سنتوقف عن التظاهر أمام الشارع، والمجيء للرباط، فنحن لسنا محبي الاحتجاجات، لكن غيرتنا على بلادنا هي ما تدفعنا لذلك، ونحن نريد الازدهار والتقدم لبلدنا، وان يعيش المدرس المغربي بكرامة، فهذا القطاع ذو أهمية قصوى لنهضة الأمم، وهو من يمكنه أن يخرجنا من سوء التنمية الحالي، ومن التخلف والجهل والأمية، ومن البطالة أيضا، وكل الآفات التي يعيشها المجتمع المغربي.
+ ما رأيكم في الوزير شكيب بنموسى مقارنة بالسابق؟
- الوزير الحالي بنموسى، والذي تم تعينه من قبل الملك، كان قد عقد معنا اجتماعات، وسيعقد أخرى، عبر لنا عن رغبته في حل المشاكل العالقة، ونحن نتمنى أن نلمس هذا الكلام بشكل واقعي، وان تستمر إرادته في الحوار لحل المشاكل، عكس الوزير السابق الذي كان غير جاد معنا، وأغلق باب الحوار. نتمنى من الحكومة والوزارة أن تعجل بحل المشاكل الحالية في أسرع وقت.