ستعرف مدينة مراكش انعقاد الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي الأسبوع القادم، والذي سيشهد حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووجه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الدعوة لجميع الدول العربية بما فيها الجزائر، والتي كانت قد قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب، كما تشهد العلاقات بين هذين البلدين تأزما متصاعدا.
ومن المرتقب أن يعالج هذا المنتدى عدة قضايا مشتركة بين الطرفين كالأزمة الليبية والسورية واليمنية، وكذا الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة ومنع انتشار الأسلحة النووية، كما سيستعرض منتدى مراكش نتائج النسخة الخامسة التي عقدت في موسكو في 16 أبريل 2019، وخطة العمل 2019-2021، التي تهدف إلى تنفيذ أهداف المنتدى.
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي محمد شقير، أن هذا المنتدى العربي-الروسي يدخل في إطار منظومة العلاقات بين روسيا والجامعة العربية، لكن في ظرفية إقليمية تتسم بالتوتر ما بين المغرب والجزائر.
وأفاد شقير في تصريح لـ”تمغربيت 24″ أن الزيارة ينظر إليها بالأساس، كفرصة لتخفيف من هذا التوتر الإقليمي المتصاعد في المنطقة، خاصة وأن روسيا تعيش ظرفية حرب باردة جديدة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن هذا التحرك الروسي سيستغل لتقريب وجهات النظر بين الأطراف العربية، وكذا محاولة التواجد في المنطقة كنوع من ضمان الامتداد الروسي على المستوى المغاربي خاصة.
وأضاف المتحدث، أنه من الصعب جدا أن تخاطر الجزائر وتغيب عن هذا المنتدى، لكن من الممكن أن تشارك بتمثيل ديبلوماسي منخفض، حتى تبعد عنها أي توتر مع حليفتها روسيا، وكذا لتبعد أي تساؤلات من قبل المسؤولين الروس، مؤكذا أنها ستكون مضطرة للمشاركة والحضور إلى مراكش، أولا باعتبارها عضوا في الجامعة العربية، وثانيا لكونها “الحليف المطيع لروسيا”، حسب تعبيره.
وأكد المحلل السياسي، أن هذا المنتدى يشكل فرصة لتبيان أن العلاقات الروسية المغربية مازالت متينة، خاصة وما تعرضت له من افتراءات ومغالطات خاصة من الإعلام الجزائري الذي حاول تبيان نوع من الفتور بين الطرفين، كما أن المغرب سيبين دوره المهم لتقريب وجهات النظر العربية مع نظيرتها الروسية، ومن الممكن بحسبه، أن يتم انعقاد لقاء بين وزير الخارجية المغربي والروسي على هامش هذا المنتدى، لمناقشة تعزيز التعاون بين الطرفين ولتدارس بعض الملفات العالقة، مستبعدا في الوقت ذاته قدرة الدول العربية في التأثير، أو لعب دور الوساطة بين روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية في ما يخص الأزمة الحاصلة مع أوكرانيا وحلف الناتو.