الأنظمة الغربية وازدواجية المواقف

Last Update :
الأنظمة الغربية وازدواجية المواقف

*جمال رداحي: استاذ وباحث

 

ما يقوم به الغرب في حق الفلسطينيين يجعلنا نعيد النظر في نظرتنا للغرب الذي تبين أنه لم يمجد الإنسان بصفة عامة وانما بنى تصوره على الإنسان الأبيض اي الانسان الأوربي، في حين باقي الأجناس هي لا ترقى لمستوى التمتع بتلك الترسانة من الحقوق التي ظل ينادي بها، تبين بالملموس أن التمدن والتحضر الحداثة التي انبهرنا بها ولمدة طويلة من الزمن هي بنيت على اقصاء باقي الأجناس التي لا ترقى لمستوى الجنس الأوربي، وخير مثال على ذلك هو تعامل الأوروبيين مع ما تعرض له الأوكرانيين في الحرب الروسية، فالكل تجيش في مجالات مختلفة منها السياسية والثقافية والرياضية وخاصة الاعلام ووو لإظهار مظلومية الاوكرانيين،

في حين البوصلة اليوم صارت عكس الاتجاه الصحيح حيث جيش الغرب كذلك كل وسائله لإظهار صاحب الحق وصاحب الأرض على أنه الظالم ويمارس الإرهاب، في حين يحاول إضفاء صفة المظلومية على مجرمي الحرب من بني صهيون، الغرب اليوم يوظف اعلامه من أجل شيطنة صاحب الحق واظهار القتلة بمظهر الملاك، مستغلا حادث طوفان الأقصى كرد فعل طبيعي للفلسطينيين على ظلم وبشع ومجازر ارتكبت من سنين طويلة ولازالت تمارسها الألة الصهيونية في حق الفلسطنيين في محاولة اقتلاعهم من ارضهم، وخير مثال على ازدواجية مواقف الغرب هو رد فعل الدول الغربية على تضامن لاعبي كرة القدم مع الفلسطينيين التي تواجه بالرفض وتسليط العقوبات عليهم في حين كان ذلك مباحا لهم اتجاه الأوكرانيين، وهذا يبين مفهوم الحرية الذي تغنى به الغرب لمدة طويلة من الزمن.

ظهرت همجية الغرب وبربريتهم التي عمرت لقرون من الزمن، ورغم مرورهم بعصور النهضة والأنوار وبناء الحداثة والمواطنة وحقوق الإنسان، إلا انه ظل (الغرب) مرتبط بتاريخه الهمجي الدموي، وعلى ثنائية الإنسان الأوربي وغير الأوربي، فتبين أن تمجيد الإنسان كان المقصود به الإنسان الأوربي، اما باقي الأجناس فالغرب مستعد لإبادتها والقضاء عليها من أجل الوصول لأهدافه كما هو الحال مع الهنود الحمر بالعالم الجديد خلال القرن 16 وافريقيا خلال القرنيين 19 و20 والفلسطينيين أكثر من 80 سنة، وغيرها من الشعوب التي تعرضت لكل انواع الظلم وتحولت أراضهم لحمامات من الدماء على يد الأوربيين ناهيك عن استغلال خيراتهم واستغلالهم هم أيضا في بناء اوربا أصبح الكل منبهر بها.

عندما تغيب الإنسانية في شموليتها وكونيتها فل يذهب الغرب بتحضره وتمدنه وحداثته إلى الجحيم.

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept