أعلنت شركة “ستينا دون” البريطانية، أن دراسات معمقة كانت قد أجرتها بمنطقة “ليكسوس” بالعرائش بحقل “أنشوا” أفرجت عن نتائج باهرة من إحتياطي الغاز بقدر يصل ل2 تريليون قدم مكعب من الغاز.
ودعت مندوبية الصيد البحري بالعرائش، قوارب الصيد التقليدي والساحلي بالابتعاد لمسافة تصل ل500 متر عن منطقة التنقيب، كما أضافت أن السفينة المسماة “Stena Don” ستقوم بعملية التنقيب مصحوبة بسفينتين للقطر والمساندة، وذلك إبتداء من 13 دجنبر 2021 إلى غاية فبراير 2022، مشددة على ضرورة إحترام التدابير المتخذة، وذلك لضمان سلامة الجميع وتسهيل عمل الأطقم المشرفة على عمليات التنقيب.
وقال المحلل الاقتصادي، محمد الشرقي، إن هذه الشركة كانت تنقب عن الغاز بالمغرب منذ سنوات، ولها ترخيص من قبل مكتب الوطني للهيدروكاربونات، في منطقة شاسعة تمتد من شمال القنيطرة إلى منطقة العرائش وبوسلهام، وتعد منطقة واعدة فيما يخص الثروات الباطنية من الغاز.
وأفاد الشرقي في تصريح ل”تمغربيت24″، أن ما سيتم اكتشافه مع بدء التنقيب بسواحل العرائش، سيكمل ما يتم استغلاله حاليا بحقل تندرارة، وأيضا بسيد المختار جنوب الصويرة، وبالتالي فالأمر يدعو للتفائل بأن المغرب سيتمكن في وقت قريب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.
وأضاف المحلل الاقتصادي، أن حاجيات المغرب من الغاز تصل لمليار قدم مكعب سنويا، ومع هذا الإكتشاف الأخير، خاصة إذا بلغت كمية الاكتشاف 2 تريليون بحقل العرائش، فالمغرب سيذهب بكل تأكيد على المدى المتوسط، خاصة إذا تأكد أن الإحتياطيات متوفرة، إلى تصدير الغاز للخارج، وسيتجاوز مشكل تحقيق الإكتفاء الذاتي، مؤكدا أنه حاليا يجب التزام الحذر، والتحفظ نوعا ما، إلى حين تأكيد بعض التقديرات، لأنها أحيانا تكون غير دقيقة مائة بالمائة.
غير أن ما هو مؤكد حاليا، بحسب ذكره، هو أن المغرب سيحقق اكتفاءه الذاتي من الغاز على المدى القريب، وسيتحول على المدى المتوسط إلى مصدر لفائضه من الغاز، وكذا الطاقات المتجددة خاصة لبريطانيا والبرتغال، مشيرا إلى المرحلة الثالثة، وهي مشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري، الذي سيكون أحد أعظم المشاريع بتاريخ القارة الإفريقية.
وخلص المحلل الاقتصادي، أن مثل هاته المشاريع تمثل العلاقات القوية الاقتصادية للمغرب مع بريطانيا، موضحا أن المملكة اتجهت في ما يخص التنقيب عن الغاز للشركات البريطانية لأنها تمتاز بالخبرة الطويلة في هذا المجال، باعتمادها على تكنولوجيا متقدمة للتنقيب في باطن الأرض.