اتفقات إقتصادية ومالية مهمة، كانت عنوان زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتونس أول أمس الاربعاء.
الزيارة الأولى لتبون إلى تونس منذ توليه مقاليد الحكم، واتفق الجانبان على وضع مقاربة شاملة لتحقيق تقارب استراتيجي يحقق ما أعلناه بداية “للوحدة المغاربية”.
وأضاف الجانبان في بلاغ للرئاسة التونسية، أن الجزائر وتونس اتفقتا على إرساء منظومة مشتركة لوضع برنامج تكامل يبنى على الصفات والتحديات المشتركة بين البلدين، في حين قدم الرئيس التونسي قيس سعيد “القلادة الكبرى للوسام الوطني للاستحقاق” لتبون، وهو أعلى وسام يقدم بالبلاد، الأخيرة التي تعيش تعيش أوضاعا سياسية واقتصادية متأزمة منذ اندلاع الثورة سنة 2011.
وصرح المحلل السياسي، محمد شقير ل”تمغربيت 24″، أن الجزائر في مواجهة المتغيرات التي عرفتها المنطقة وبالأخص الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والتحالف المغربي الإسرائيلي، تحاول أن تعيد ضبط أوراقها الديبلوماسية، من خلال ربط مجموعة من التقاربات والتحالفات سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي.
وأضاف شقير أن التوجه نحو كل من تونس وموريتانيا يأتي في محاولة لمحاصرة المغرب على المستوى الإقليمي، وذلك بحكم أن الجزائر تملك أوراقا للضغط على تونس، انطلاقا من علاقة الجوار بينهما، وكذا عدم الاستقرار السياسي بهذا البلد الصغير، وبالتالي تحاول من خلال هذه الظرفية أن تتقرب وتعقد حلفا ومحورا تونسي-جزائري، وربما في المستقبل موريتاني، لمواجهة التفوق المغربي بالمنطقة، حسب تعبيره.
وأضاف شقير، أن عدم الاستقرار السياسي بتونس يجعلها في موقف هش ولا يحسد عليه، مما يؤديها للتأثر بالضغط الجزائري، خاصة في المجال الاقتصادي، فيما يخص توريد الجزائر للغاز، ما يجعلها تابعة لها في المواقف، كما رأينا فيما يخص تصويتها بمجلس الأمن، والذي خلق مجموعة من التساؤلات حول مستوى ونوع الضغط الذي تمارسه الجزائر على تونس.
وأكد المحلل السياسي أن تونس تلعب دورا ضعيفا بالمنطقة، يجعلها رهينة الدعم المالي والاقتصادي لأي دولة أجنبية على حساب مواقفها، وهو ما سنراه في الزيارة الأخيرة لرئيس الجزائري لتونس، حيث تم عقد مجموعة من الاتفاقيات على المستوى الاقتصادي والمالي، التي ستؤثر بشكل كبير على مواقفها بالمستقبل، بحسب المتحدث ذاته.
وخلص شقير، إلى أن المنطقة المغاربية لحد الساعة تعرف نوعا من عدم الاستقرار، بحكم أن مجموعة من الأطراف تعرف أزمات سياسية واقتصادية كتونس وليبيا، ما يجعلها تشكل مرتعا للتدخل الأجنبي، الأمر الذي يدفع كل طرف للبحث عن مصالحه الخاصة، عوض التحالف والعمل على تقريب وجهات النظر، مشددا على أنه مادام هنالك صراع مغربي جزائري فالمنطقة بالكامل ستتأثر بشكل متواصل في جميع المجالات.