برادة “الحلواني” في رحلة ترف” تدشينية” إلى فاس ومديرية الناظور في قلب فضيحة مالية

خالد أخازي 

حط محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الرحال صباح اليوم الجمعة 6 دجنبر 2024،  بفاس  لتدشين مدرسة ابتدائية جديدة بحي واد فاس، التابع لمقاطعة المرينيين بمدينة فاس.

تدشين عادي وبسيط لا نعرف كم كلفة الإعداد له، إذ حضره مدير الأكاديمية الجهوية للتكوين ورئيس مقاطعة المرينيين خالد حجوبي ومنتخبون وعدد من الشخصيات الرسمية والفاعلين في قطاع التربية، بالإضافة إلى فعاليات مدنية.

وقد كنا نعول على الوزير الحلواني الذي تقلب في عدة مناصب مقاولاتية مميزة قيادية، أن ينأى بنفسه عن هذا الترف المكلف، الزيارات… التدشينات… افتتاح نشاط… فعاليات…فكل هذا مهما بدا بريئا يفتح شهية تكاليف غير ضرورية، من تكلفة تنقله وفريقه شخصيا، إلى تكلفة استقباله، وهو رجل يؤمن بالحكامة، وكان جدير به أن ينزل مقاربة الترشيد بدل القيام بزيارة رمزية مكلفة، ففتح اعتمادات للتفتيش والافتحاص أهم من زيارة ” الصواب”… البحث عن خبر في القصاصات… “ثَقَّلْ” عافاك.. راه البداية هكذا تكون… حتى تسقط في الشبكة…

نقول له هذا وهو العقل المقاولاتي حتى يعمل بمقاربة صفر هدر مالي، ويحذر من كل دعوة… فليس كل دعوة بريئة من نزوة مال، وشهوة سندات…  نقول ذلك ليعقل فرسه ويربط حركاته بالمؤشرات والنتائج لا بالصور والقصات، ولا الفيديوهات والكاميرات، ولا بقص شريط أحمر تقف قربه طفلة منتقاة بقفطان وابتسامة جميلة… ولا بلغة عشاء عمل وحديث باريسي، ولا بفتنة مبكروفون وإكليل ورد، ولا بفرح مزيف لطابور أطفال مرهقين ينشدون له ” مرحبا… بالزائر الكريم…”، ولا بكل تجليات البرتوكول الذي يتقنه من يجيدون الصف الشرفي… فبعضهم منا وليسوا منا، فرحين بشرف اللقاء والتصفيق والابتسامةومصافحة الوزير… وبعضهم منا…وفينا ومعنا لكنهم في حرج غالب… وبعضهم منا غيبوا أو غابوا…

نقول له ذلك في سياق انطلاق تحقيقات الفرقة الجهوية للشرطة القضائية في فضيحة مالية كبرى في قطاع التعليم بالناظور...

كنا نتمنى أن يحط الوزير الحلواني الرحال بالناظور، حيث أكدت مصادر إعلامية إحالة ثلاثة متهمين على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس، والجريمة المالية كشفت عن شبكة  تدير خبوطها مسؤولة  في بالمديرية الإقليمية للتعليم، وضمن الشبكة  مسير شركة ومساعده، تبث تورطهم في معاملات  تدليسية بالصفقات العمومية.

وفي الصدد ذاته أسفرت التحريات التي باشرتها الفرقة الجهوية للشرطة القضائية، بناءً على معلومات دقيقة من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن وجود مخطط محكم للتلاعب بسندات الطلب وملفات الصفقات العمومية، حيث قامت المسؤولة المتهمة بتفويت صفقات بطرق غير قانونية لصالح شركة المتهمين الآخرين، مقابل حصولها على رشاوى.

وأكدت الأدلة المادية خطورة القضية، في ضوء تفتيش  تدليسل طال المعدات الرقمية والمعلوماتية وآلات طباعة، حيث استخدمت في تزوير الوثائق الرسمية، وتم حجز العديد من المستندات المشبوهة التي لا تزال قيد التحقيق للتأكد من مصدرها وكيفية استغلالها في هذا المخطط الإجرامي الذي استهدف المال العام.

يا ترى… هل الوزير الحلواني الذي نخاف أن يصاب هو أيضا بغواية السفريات واللقاءات والمنتديات بلا طائل ولا فائدة…سيكون المصلح الفاحص بأصابع المهندس الذي نعرفه، أم سيتمر في ممارسة أشغال تملى عليه وفق أجندة بالية…وتقديم أجوبة عن ملفات يجهلها…؟

الله يخليك… راه بداية الخراب كثرة الزيارات والصواب…!

أَخرج جميع الملفات… خذ وقتك… بلاش هذ الخرجات… غير خسران لفلوس… رد بالك هكذا بدوؤا مع الجميع حتى ادمنوا فسيفساء ” نعم أسي”… والشريط الاحمر… والكاميرات و المآدب…