أعلن اليوم 25 دجنبر عن رحيل الشاعر محمد عنيبة الحمري، بعد معاناة مع المرض، وفي قلبه حسرة كما باح لي ذات مساء في كبرياء القصيدة من كل العبث الثقافي الذي لم يعد يطقه، وقد تختلط في قلبي المشاعر فأفقد بوصلة الصحفي الذي يقدم الخبر جافا، لكني رغم ذلك سأخرق القواعد وأقول: رحل صديقي الشاعر هذا الصباح، ولم يمنحنا وداعا يليق باسمه وتاريخه ومنجزه الشعري… رحل وكان بيننا مواعيد مؤجلة…. أجلها المرض حين يعيد خريطة الحياة ويفرض حظر التجوال على الجسد.
وللإشارة فمحمد عنيبة الحمري من أهم شعراء المغرب المعاصرين. وقد قال عنه الناقد نجيب العوفي، «شاعر سبعيني عريق، يقف في الرَعيل الأول من الشعراء السبعينيين البواسل، الذين تحنَكوا بين مطرقة وسندان وطلعوا مع لظى سنوات الجمر والرصاص، وانخرطوا بشعرهم في المَعْمَعان»، ما إن يُذكر اسمُه، حتى «تفدَ إلى الذاكرة على التوّ، لغة شعرية أنيقة ورشيقة، جزلة وسلسة، سهلة وممتنعة، مُضَمَخة بعبَق التراث ومغموسة بماء الحداثة، محلّقة في أجواء المجاز والاستعارة، ومغروسة في حَمَأ الواقع المسنون».
ومن أبرز أعمال عنيبة الحمري الشعرية «الحب مهزلة القرون» (1968)، و«الشوق للإبحار» (1973)، و«مرثية للمصلوبين» (1977)، و«داء الأحبة» (1987)، و«رعشات المكان» (1996)، و«سم هذا البياض» (2000)؛ وصولاً إلى مجموعته الشعرية الأخيرة، بعنوان «تحتفي بنجيع القصيد» (2020). كما أن له كتابات في الشعر والأدب، بينها «في الإيقاع الشعري دراسة عروضية» (2002).