تمغربيت24: لم يطل طويلا صمت أحمد الريسوني، الفقيه المقاصدي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ليدلي بدلوه في النقاش العام حول الاقتراحات المتعقلة بتعديل مدونة الأسرة، حيث أعرب عن قلقه العميق من التعديلات المقترحة، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى زيادة الضغوط على الرجال في مختلف مراحل حياتهم الأسرية، معبرا عن تخوفه من أن تفرض قيودًا إضافية على الرجل قبل الزواج، وأثناءه، وبعد الطلاق، وحتى بعد الوفاة.
وفي السياق ذاته، أشار الريسوني إلى أن هذه التعديلات، رغم أنها تقع ضمن نطاق الاجتهاد الفقهي والقانوني، قد تؤدي إلى ما وصفه تفاقم المشكلات الأسرية والاجتماعية، واعتبر أن هذا الاتجاه العام للاجتهاد الذي نعته بالرحمة يعكس ما اعتبره تضييق الخناق على الرجال، مما قد يدفع الشباب إلى العزوف عن الزواج والخوف منه حسب تعبيره. ولفت الانتباه إلى ما وصفه التسهيلات المتاحة لحياة العزوبة والعلاقات الحرة التي قد تجعل فكرة الزواج تبدو أقل جاذبية.
وفي هذا الصدد، أضاف الريسوني أنه رغم الحقوق الجديدة التي ستُمنح للمرأة، فإن العثور على الزوج المناسب سيصبح أكثر صعوبة. واختتم تصريحه بتحذير ساخر قائلاً: “ربما سنحتاج في النهاية إلى الحل الهندوسي، حيث تدفع المرأة مهراً كبيراً للرجل ليقبل الزواج”.
ردود فعل مختلفة، جاءت على ألسنة متعددة، تزيد النقاش إثراء، وإن عكست قلقا من أن تؤدي هذه التعديلات إلى تفكيك الروابط الأسرية وتعزيز ثقافة العزوف عن الزواج، مما يهدد استقرار الأسرة والمجتمع المغربي ككل.
