تسوية جبائية لا تعفي من المساءلة عن مصدر الأموال: كشف محاولة للتبييض

آخر تحديث :
تسوية جبائية لا تعفي من المساءلة عن مصدر الأموال: كشف محاولة للتبييض

تمغربيت 24

في تطور مثير يكشف عن جوانب مظلمة في عالم المال والأعمال، أظهرت التسوية الطوعية للوضعية الجبائية التي أطلقتها المديرية العامة للضرائب، كيف يمكن لفرصة قانونية أن تتحول إلى فخ تنصبه شبكات إجرامية متخصصة في تبييض الأموال. فقد انتهت هذه المبادرة يوم 31 ديسمبر 2024، ولكن ليس قبل أن تثير شهية بعض الأفراد لاستغلالها لأغراض غير مشروعة.

وفي هذا الصدد، ففي صباح يوم الخميس 2 يناير 2024، تمت إحالة ستة أشخاص إلى النيابة العامة بمدينة فاس، بعد الاشتباه في تورطهم في أنشطة تبييض الأموال. المشتبه فيه الرئيسي، الذي يبدو أنه كان يعتقد أنه يمتلك خطة محكمة، حاول تحويل مبلغ 162 ألف أورو إلى العملة الوطنية مستغلاً فرصة التسوية الجبائية لإضفاء الشرعية على أمواله المشبوهة.

هذا “الرائد المالي” لم يكتفِ بذلك، بل سعى أيضًا إلى إيداع المبلغ في أحد البنوك ودفع المساهمة المحددة بـ5% لتشريع الأموال. وكأن دفع نسبة بسيطة من المبلغ سيجعل كل شيء يبدو قانونيًا! لكن الأمور لم تسر كما خطط لها، إذ أثارت العملية شكوك الجهات المختصة، مما أدى إلى تدخل سريع من الأجهزة الأمنية.

العملية الأمنية التي تمت بتنسيق بين الفرقة الجهوية للشرطة القضائية ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أسفرت عن تفتيش محلين مرتبطين بمكتب صرف يديره أحد الموقوفين. وقد قادت التحقيقات إلى توقيف المشتبه فيه الرئيسي وخمسة آخرين يُعتقد أنهم جزء من الشبكة الإجرامية.

تسلط هذه الواقعة الضوء على المخاطر التي تكتنف محاولات استغلال الآليات القانونية لأغراض إجرامية. كما تؤكد على يقظة الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة في التصدي لمحاولات غسيل الأموال، وضمان أن تبقى هذه الآليات أداة لدعم الاقتصاد الوطني وليس غطاءً للأنشطة غير المشروعة.

وفي إطار المساعي لضمان عدم الإفلات من العقاب، أمرت النيابة العامة بتمديد الحراسة النظرية لتعميق البحث وتحديد جميع المتورطين المحتملين. إن هذا التحقيق المستمر يعكس تكامل الجهود بين المؤسسات المختلفة في مواجهة الجرائم الاقتصادية ويعزز الثقة في قدرة الدولة على حماية النظام المالي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق