خالد أخازي
في كل مرة يجد نظام العسكر الجزائري الهرم نفسه في موقف حرج وصعب ومعقد، دولي وأمام الشعب الجزائري، يطلق كتائبه الإعلامية، لتعميم الوهم والأساطير التي لا تنطلي حتى على هواة السياسة والديبوماسية، وكل همه تمديد حياة نظام محتضر، بهواء العداوة، ودماء الأحقاد، ولترميم بكارته الديبلوماسية، ولعب دور الضحية، والتجييش الوجداني ضد المغرب ومصالحه، وبأسلوب كوميدي مكشوف الصغينة.
وفي هذا الصدد، تفتق خبل النظام الخرب،.عن فكرة درامية رديئة السيناريو ومختلة الإخراج، لإنقاذ نفسه من فضيحة دعم الإرهاب بشمال مالي، والاستثمار في الفتن والقلاقل، والانفصال والتوترات، فوجه إعلامييه كالعادة لاتهام المغرب بالتدخل في صياغة بيان وزارة الخارجية المالية الذي اتهم الجزائر بدعم التطرف في الشمال.
وهكذا كالعادة يختار النظام العسكري الجزائري الخرف الهروب من مسؤولياته اتجاه دور الحوار، وأفعاله القذرة، بصياغة رواية صبت الزيت في النار، إذ أساءت مرة أخرى إلى مالي وسيادتها واستقلالية قرارها، وجعلتها كأنها دولة قاصرة ديبلوماسيا.
ويذكر أن النظام الجزائري يبحث دوما عن أي عدو خارجي لتوجيه الأنظار بعيدًا عن فشله الذريع في إدارة شؤون البلاد، لكن لا أحد توقع أن الهلوسات الجزائرية قد تبلغ درجة تجيشش الصحافة الجزائرية، للمس بالسيادة الديبلوماسية المالية، في مسرحية إعلامية، تبعث على الضحك والاستقرار.
في هذا السياق، وصفت صحيفة “كل شيء عن الجزائر”، بيان باماكو بأنه “انزلاق خطير”، وكأن الجزائر هي النموذج المثالي للاستقرار! ففي الوقت الذي تواجه فيه مالي تحديات كبرى شمال البلاد، يبدو أن الجزائر تريد إجهاض كل مسلسل لمالي في توحيد البلاد ونشر الاستقرار، لأنه لا يخدم مصالحها، ولا سياساتها الخارجية القائمة على الاستثمار في الانفصال والتوترات.
ويذكر أن البيان المالي اتهم الجزائر بدعم الجماعات الإرهابية، وهو اتهام قوي، وله ما يسنده في الواقع، إلا أن ما تعيشه الجزائر من فساد وسوء إدارة يحول دون رؤيتها للحقيقة السياسية، فبينما تتحدث الجزائر عن مكافحة الإرهاب، فإنها تواجه انتقادات داخلية وخارجية بسبب سياساتها الفاشلة ودعمها لحركات الانفصال والتطرف التي أدت إلى تدهور الأوضاع في المنطقة.
وجدير بالذكر أن النظام الجزائري قطع علاقاته مع المغرب بعد تصريحات سفير المملكة حول دعم حركة “MAK”، لكن نظام الكابرانات ظل أسير الأحقاد، فهو يحاول إظهار نفسه كقوة رادعة بينما هو في الحقيقة يعاني من انقسامات داخلية وضعف شرعية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه مالي إلى استعادة سيادتها واستقرارها، يستمر النظام الجزائري في استخدام أساليب قديمة ومكشوفة للتغطية على عجزه بزرع التوتر وتخصيبه. يبدو أن العسكر في الجزائر يخافون من شعوبهم أكثر من خوفهم من الجيران، مما يجعلهم يعتمدون على خطاب العداء كوسيلة للبقاء في السلطة.