خالد أخازي
في لحظة قد تبدو غريبة في عالم الدبلوماسية، رحب مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بمندوب إسرائيل خلال أول جلسة ترأس فيها الجزائر مجلس الأمن الدولي. هذا الترحيب يعكس تناقضًا مثيرًا في المواقف الجزائرية، التي لطالما اعتبرت نفسها حامية للقضية الفلسطينية.
فبينما كانت الجزائر تُعلي من صوتها في الدفاع عن حقوق الشعوب وتنديدها بالاحتلال، وتقدم نفسها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وتقوم برياضتها المفضلة ديبلوماسيا” شعبوية الانسحاب”، نجدها اليوم تتبادل التحيات مع ممثل دولة لطالما اعتُبرت خصمًا، تعطيه الحق في الكلمة، وتصيخ السمع له، في موقف فضح جبنبها، وعرى خطابها المزودج، وشعبوية مواقفها السياسية، حيث درجت على تصريف خطاب وجداني للداخل، وممارسة سياسية برغماتية في المحافل الدولة
هل هي خطوة نحو إعادة تقييم العلاقات في المنطقة، أم مجرد زلة دبلوماسية في خضم الأحداث؟ لا تنتظروا كثيرا، فللجزائر خطاب وموقف يلائم كل نزوة سياسية، وهي نظام النزوات الديبلوماسية لا المواقف…
هذا المشهد يطرح تساؤلات حول مدى التزام الجزائر بمبادئها التقليدية. هل تسعى الجزائر إلى فتح قنوات جديدة للحوار، أم أنها تعيش حالة من الارتباك السياسي؟ إن هذا الترحيب قد يُفهم على أنه محاولة لتجاوز العقبات التاريخية، ولكن في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول مصداقية المواقف السابقة.
a0c4os