انتحار أم في “دوار” بالحوز يعيد سؤال الصحة النفسية والمآسي الاجتماعية إلى الواجهة

آخر تحديث :
انتحار أم في “دوار” بالحوز يعيد سؤال الصحة النفسية والمآسي الاجتماعية إلى الواجهة

في حادث مأساوي ترك أثرًا عميقًا في النفوس، أقدمت سيدة، أم لطفلين، على إنهاء حياتها بطريقة مؤلمة داخل منزلها في دوار إيكوت بجماعة تمصلوحت بإقليم الحوز. وقد عثر أفراد أسرتها على جثتها، مما أحدث صدمة كبيرة في قلوبهم، حيث لم يكن أحد يتوقع أن يتحول يومهم إلى فاجعة بهذا الحجم.

بعد اكتشاف الجثة، هرعت السلطات المحلية والدرك الملكي إلى موقع الحادث، حيث تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات لإجراء تشريح طبي يهدف إلى تحديد الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار المأساوي. وفي الوقت نفسه، تم فتح تحقيق لاستكشاف ملابسات الحادث ودوافعه، خاصة أن الضحية كانت تعاني من مشاكل اجتماعية ونفسية قد تكون قد ساهمت في دفعها نحو هذا المصير المؤلم.

تأتي هذه الواقعة في سياق تزايد حالات الانتحار في المناطق القروية بالمغرب، مما يستدعي وقفة تأمل وإعادة النظر في كيفية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من ضغوط الحياة. إن هذه الحوادث المؤلمة تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية وضرورة تقديم المساعدة لمن هم في حاجة إليها، فكل حياة تستحق العناية والدعم.

وجدير بالذكر أن حالات الانتحار تتاقمت في المغرب بشكل مقلق، وخصوصا بين النساء، وطالت بشدة العالم القروي، حيث أظهرت التقارير أن الضغوط النفسية والاجتماعية تلعب دورًا رئيسا في تفشي هذه الظاهرة.

وفي هذا الصدد، تشير الدراسات إلى أن ضعف المنظومة الصحية النفسية، وعدم توفر الدعم الكافي، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة، كلها عوامل تساهم في ارتفاع معدلات الانتحار.

وللإشار، فظاهرة الانتحار في المغرب معقدة، حيث تتداخل فيها العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية. يعاني الكثير من الأفراد من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، لكنهم يفتقرون إلى الوعي بأهمية العلاج النفسي. كما أن العوامل الاجتماعية مثل العنف الأسري والتهميش الاقتصادي تزيد من حدة هذه المشكلة.

تشير الأرقام إلى أن إقليم شفشاون يعد من أكثر المناطق تضررًا، حيث سجلت الإحصائيات 240 حالة انتحار في السنوات السبع الأخيرة. يعكس هذا الوضع الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الحكومية والمجتمعية لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، ورفع الوعي بأهمية الصحة النفسية كخطوة أساسية لمكافحة هذه الظاهرة المأساوية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق