الجزائر من الاتجار في “الكراهية” إلى ادعاء المظلومية ضد فرنسا: بيان الجثة السياسية

آخر تحديث :
الجزائر من الاتجار في “الكراهية” إلى ادعاء المظلومية ضد فرنسا: بيان الجثة السياسية
خالد أخازي

ما انفكت فرنسا تؤدي ثمن حكمتها والرقي بعلاقتها مع المغرب، حقدا وتزييفا  من خبل نظام الكابرانات، صانع الأوهام بامتياز، والذي تتغذى سلطته الواهنة، من جبهات وهمية، يصطنعها كلما لمس بوادر حراك شعبي يكاد يفتك بما بقي من طابور الفساد العسكري الذي يوظف الأحقاد لبناء أمجاد من رمال.

في هذا السياق وفي مشهد يذكرنا بمسرحية” تارتيف”، خرجت وزارة الخارجية الجزائرية لتستنكر ما أسمته بـ”حملة تضليل وتشويه” يقودها اليمين الفرنسي المتطرف، وذلك بعد قرارها عدم استقبال المؤثر الجزائري نعمان بوعلام، المعروف بـ”دوالمين”، الذي تم ترحيله من فرنسا.

 الجزائر للأسف تعيش في سحابة من الأوهام، وتظن أن بإمكانها تجاهل الأزمات الداخلية التي تعصف بها من خلال تصعيد الخطاب ضد الخارج.

البيان الرسمي العاري من الحقيقة لا السياسية ولا الديبلوماسية، بدا كأنه فصل آخر من سيناريو يقدمه  نظام العسكر المتآكل، كلما ضيقت عليه المعارضة الداخلية ملعب الهروب والمناورات، عنوانه” المظلومية” حتى يتم تجييش الشعب ضد قضية وجدانية، و تهريب الأزمة  الداخلية  نحو خصم من صنع خيال متخصص في نسج الوهم والتضليل، بيان يتهم فرنسا بخطاب الكراهية والنزعة الانتقامية، بينما الشعب الجزائري يعاني من قمع الحريات وغياب الديمقراطية.

في هذا الصدد يرى المتتبعون والمحللون السياسيون أنه في الوقت الذي ينشغل فيه نظام صناعة الوهم وتجار الضغينة بالتصريحات الفارغة، تغرق البلاد في مشاكل اقتصادية واجتماعية متفاقمة، وتضيق مساحة المناورة الداخلية لتعطيل التحول ومسار التغيير.

يبدو أن النظام الجزائري يفضل إلقاء اللوم على الآخرين بدلاً من مواجهة الحقائق المرة التي يعيشها المواطنون.

وفي خضم هذه الدراما السياسية، يظهر “دوالمين” كأحد ضحايا نظام لا يتوانى عن استخدام كل الوسائل لتأمين سلطته، بينما تتجه الأنظار إلى المؤثرين الذين أصبحوا رموزًا للمعارضة، يبقى السؤال: هل ستستمر الجزائر في تجاهل احتياجات شعبها وتغرق في صراعات وهمية مع الخارج؟

والمفارقة أن يتحدث النظام الجزائري عن “الكراهية” بينما يمارس القمع ضد الأصوات المعارضة ويقمع حرية التعبير، ويتأخر برعونة في سلعته الكاسدة” الكراهية” مع جيرانه، التي مكتوب على علبتها ” صنع بالجزائر “، علما أن لفرنسا أوراقا قوية يكفي التلويح بها، لإنهاء هذا السيناريو المفضوح، كالكشف عن أرصدة وعقارات وحسابات رجال النظام عسكرا ومدنيين، ولها ما يكفي من تقارير تاريخية عن الفساد المستشري في نظام ابتلع الأخضر واليابس لبلد أصبح رهينة في يد الكابرانات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق