ثلاثة عمال بجهة الدار البيضاء – سطات يعلنون الحرب ضد”ترف” الجماعات المحلية

آخر تحديث :
ثلاثة عمال بجهة الدار البيضاء – سطات يعلنون الحرب ضد”ترف” الجماعات المحلية
خالد أخازي

في خطوة جريئة وفارقة تعكس مقاربة صارمة في المراقبة القبلية لوزارة لفتيت لترشيد النفقات بالجماعات المحلية، قرر عمال أقاليم برشيد والنواصر ومديونة في جهة الدار البيضاء-سطات إعادة النظر في ميزانيات جماعات محلية اعتُبرت “باذخة”، في وقت يعاني فيه العديد من الجماعات من عجز مالي كبير.

في هذا السياق، قام عامل إقليم برشيد بإعادة ميزانية جماعة الدروة إلى المجلس الجماعي لتعديل بعض البنود التي تم اعتمادها في دورات أكتوبر الماضية. تشمل هذه البنود نفقات تتعلق بالهواتف والإنترنت، بالإضافة إلى تعويضات تنقل الرؤساء ومستشارين، مما يعكس حالة ما يمكن وصفه بالتلدير المالي التي لا يمكن تجاهله.

وفي هذا الصدد، فالميزانية تضمنت مخصصات مالية تصل إلى 420 ألف درهم (42 مليون سنتيم) للرسوم المتعلقة بالمواصلات اللاسلكية، بالإضافة إلى نفقات تصل إلى 450 مليون سنتيم لتغطية أجور العمال العرضيين. هذه الأرقام تطرح تساؤلات حول الأولويات المالية للجماعات المحلية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويذكر أن هذه الإجراءات تأتي في سياق تعليمات جديدة من وزير الداخلية، حيث شدد على ضرورة حصر النفقات في الضرورات الأساس، مع التأكيد على أهمية تغطية أجور الموظفين وفواتير استهلاك الماء والكهرباء كأولويات قصوى، مما ترجم  إرادة حقيقية في إعادة ضبط الأمور المالية وتوجيه الموارد نحو ما هو ضروري.

وجديربالذكر، أن عدة تقارير كشفت أن بعض الجماعات تعاني من مستويات قياسية من المداخيل غير المستخلصة، ومن نفقات عالية لا تشكل أولوية، مما جعل من الضروري اتخاذ إجراءات فعالة لتقليص هذه الأرقام.

وفي هذا الصدد، تم توجيه استفسارات لرؤساء الجماعات من لدن سلطة الوصاية حول الآليات المزمع اعتمادها لتحقيق ذلك، مما يعكس رغبة وزارة لفتيت في تحسين الشفافية والمساءلة، وتنزيل المراقبة القبلية.

وفي السياق ذاته، وصف المتتبعون هذه الخطوات التي اتخذها عمال الأقاليم في الدار البيضاء-سطات بالتحول القوي نحو إدارة مالية أكثر مسؤولية، آملين أن تنجح هذه الجهود في تحسين الوضع المالي للجماعات المحلية وسط التحديات القائمة، مؤكدين على ضرورة المضي في تنزيل المزيد من الإصلاحات الجذرية.

وأكدت مصادر عليمة أن ما يحدث في جهة الدار البيضاء هو مجرد بداية لرحلة طويلة نحو تحقيق الاستدامة المالية والشفافية. وعلى جميع المعنيين أن يتكاتفوا لتحقيق هذا الهدف النبيل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق