إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي وزعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، يُعد من أبرز الشخصيات السياسية التي تُعارض أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس. موقفه المتشدد يُشكل تهديدًا داخليًا لاستمرار الهدنة، ويُسهم في زيادة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.
موقف بن غفير من الهدنة
1. رفض الهدنة كليًا:
بن غفير يعتبر أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس يُمثل ضعفًا إسرائيليًا واستسلامًا أمام من يسميهم بـ”الإرهابيين”.
يرى أن استمرار العمليات العسكرية، بما في ذلك الاغتيالات المستهدفة والقصف المكثف، هو السبيل الوحيد لضمان أمن إسرائيل وردع حماس.
2. تحريض الرأي العام
يُستخدم بن غفير خطابه الشعبوي للتحريض ضد الهدنة، مستغلاً المخاوف الأمنية لدى سكان المناطق الحدودية مع غزة.
يدعو بشكل متكرر إلى تنفيذ عمليات عسكرية واسعة لإنهاء نفوذ حماس في غزة، ويصف الهدنة بأنها فرصة لحماس لإعادة التسلح والاستعداد لجولات قتال جديدة.
3. الضغط على الحكومة:
بن غفير يستغل موقعه في الحكومة لتصعيد موقفه ضد الهدنة، مما يضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحت ضغط كبير.
هدد سابقًا بتفكيك الائتلاف الحكومي في حال اتخاذ قرارات لا تتماشى مع رؤيته المتشددة، مما يُعقد موقف الحكومة ويُضعف قدرتها على الالتزام بالاتفاق.
4. التصعيد في القدس والأقصى:
بن غفير يُشجع على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وهي خطوة تُعتبر استفزازًا مباشرًا للفلسطينيين.
مثل هذه الخطوات تُهدد الهدنة بشكل مباشر، حيث تُعتبر القدس والأقصى من القضايا الحساسة التي تُثير التصعيد سريعًا.
5. موقفه من سكان غزة:
يرفض أي تحسين للوضع الإنساني في غزة، بما في ذلك تخفيف الحصار أو تقديم مساعدات إنسانية.
يدعو إلى فرض مزيد من العقوبات والقيود على القطاع، مما يُفاقم التوترات ويُضعف فرص استمرار الهدنة.
تداعيات موقف بن غفير
1. زيادة التوتر الداخلي:
موقفه المتشدد يُقسم الحكومة الإسرائيلية ويُضعف قدرتها على اتخاذ قرارات موحدة بشأن الهدنة.
يُثير انقسامًا داخل المجتمع الإسرائيلي بين المؤيدين للحلول العسكرية والباحثين عن تهدئة طويلة الأمد.
2. إضعاف مصداقية الحكومة:
معارضته الصريحة تُظهر الحكومة كغير قادرة على الالتزام بتعهداتها الدولية، مما يُضعف موقفها أمام الوسطاء الدوليين.
3. تفاقم الأوضاع الميدانية:
سياساته وخطواته التصعيدية في القدس أو على الحدود قد تؤدي إلى استفزاز حماس، مما يرفع احتمالات انهيار الهدنة.
4. تعزيز دور المعارضة الفلسطينية:
مواقف بن غفير المتشددة تُعزز من خطاب الفصائل الفلسطينية التي تُصور إسرائيل على أنها غير جادة في تحقيق تهدئة، مما يُضعف فرص السلام.
موقف إيتمار بن غفير من وقف إطلاق النار يُمثل تهديدًا داخليًا خطيرًا لاستقرار الاتفاق، حيث يعمل على تأجيج التوترات السياسية والميدانية. تأثيره على الحكومة وسياساته التصعيدية قد تُسرّع من انهيار الهدنة إذا لم تتمكن الحكومة الإسرائيلية من السيطرة على نفوذه أو تقديم رؤية متماسكة لدعم التهدئة.