جبريل الرجوب عقل التطبيع الأمني مع إسرائيل يزايد على سيادة المغرب

آخر تحديث :
جبريل الرجوب عقل التطبيع الأمني مع إسرائيل يزايد على سيادة المغرب
تمغربيت24

جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح”، يجد نفسه مرة أخرى في قلب جدل سياسي أعاد تسليط الضوء على تناقضات الخطاب الفلسطيني الرسمي. تصريحات نسبت إليه حول مغربية الصحراء، والتي جاءت في سياق تهنئته المغرب باستضافة كأس العالم 2030، سرعان ما نفاها ببيان رسمي أكد فيه أن ما نُشر على وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” كان غير دقيق. هذا النفي، الذي جاء متأخرًا وبعد حذف عبارة “من طنجة إلى الكويرة” من الخبر، يكشف أزمة أعمق من مجرد سوء تقدير أو زلة لسان.

الرجوب، الذي لطالما دأب على انتقاد مسار التطبيع العربي مع إسرائيل، يمثل جزءًا من سلطة فلسطينية ترتبط بعلاقات تعاون وثيقة مع الاحتلال. التنسيق الأمني والاقتصادي مع إسرائيل، والذي يُعتبر قاعدة أساسية في سياسات السلطة، يتناقض تمامًا مع خطاباتها الموجهة للجماهير الفلسطينية والعربية. كيف لرجل يشارك في إدارة هذا التعاون أن يزايد على دول أخرى اختارت علنًا مسار التطبيع لتحقيق مصالحها الإقليمية؟

تصريحات الرجوب ليست استثناءً، بل تأتي ضمن سلسلة من المواقف التي تعكس ارتباكًا دائمًا في التعاطي مع القضايا العربية. ففي عام 2023، وخلال زيارة للجزائر، أشار إلى الاستفتاء كحل لقضية الصحراء المغربية، ما أثار غضب الرباط واعتبر انحيازًا واضحًا للموقف الجزائري. اليوم، يتكرر المشهد بموقف آخر يحمل دلالات رمزية أقوى، لكن سرعان ما يتم التراجع عنه، مما يضيف مزيدًا من الغموض حول ثبات مواقف القيادة الفلسطينية.

هذا الأسلوب السياسي، الذي يحاول التوفيق بين أطراف متعارضة، لا يخدم القضية الفلسطينية بقدر ما يضعف مصداقية الخطاب الرسمي. الحديث عن رفض التطبيع، في وقت تعتمد فيه السلطة الفلسطينية على اتفاقيات مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل، يجعل هذه الخطابات تبدو كأنها مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي.

جبريل الرجوب، بصفته واحدًا من أبرز رموز السلطة، يعكس حالة مأزومة تعيشها القيادة الفلسطينية، حيث تتداخل المواقف السياسية مع الحسابات الدبلوماسية الضيقة. التراجع عن تصريحات تحمل دعائم واضحة لدعم المغرب، البلد الذي لطالما ساند القضية الفلسطينية، يعكس انعدام رؤية استراتيجية واضحة، ويكشف عن فجوة بين الخطاب الرسمي والواقع السياسي.

قد يكون من الأنسب للرجوب وقيادات السلطة التوقف عن المزايدة على مواقف الآخرين، والاعتراف بأن التطبيع، سواء كان مباشرًا أو عبر تنسيق أمني، هو جزء من واقعهم السياسي. استمرار هذه الازدواجية لا يضر فقط بمصداقيتهم، بل يؤثر أيضًا على صورة القضية الفلسطينية في أعين شعوب لطالما اعتبرتها قضي مركزية.

الرجوب يتميز بخطاباته الحماسية وأسلوبه الصدامي، لكنه أيضًا اشتهر بتصريحاته المتناقضة التي غالبًا ما تورطه في مواقف حساسة. علاقته بالتنسيق الأمني مع إسرائيل جعلته هدفًا لانتقادات واسعة من الحركات الفلسطينية الأخرى، لا سيما “حماس”، التي ترى في هذا التنسيق خدمة للاحتلال، لهذا ليس هو ليس موقع ليقدم للمغرب الدروس في السيادة، ولا مؤهل سياسيا للحديث عن التطبيع والحقوق، وهو الضالع في ملفات قمع واعتقالات خدمة للتطبيع الأمني مع إسرائيل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق