أسقف كنسية واشنطن أحرجتْ ترامب: دفاع عن المثليين والمهاجرين

Last Update :
أسقف كنسية واشنطن أحرجتْ ترامب: دفاع عن المثليين والمهاجرين
تمغربيت24

أثارت تصريحات أسقف واشنطن ماريان إدغار بودي في عظتها الأخيرة، التي ألقيت في الكاتدرائية الوطنية بواشنطن، موجة من الجدل السياسي والديني في الولايات المتحدة. ففي خطبتها التي تناولت قضايا حساسة مثل حقوق المهاجرين وحقوق المثليين، دعت الأسقف إلى إظهار الرحمة تجاه المهاجرين، مشيرة إلى أن العديد منهم يعيشون في خوف مستمر من الترحيل. كما أكدت على ضرورة توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال المثليين الذين يعانون من التمييز والاضطهاد في المجتمع.

الأسقف، التي تشغل منصب أسقف واشنطن منذ عدة سنوات، اعتبرت أن الكنيسة يجب أن تكون ملاذًا للجميع بغض النظر عن خلفياتهم أو ميولهم الجنسية، داعية إلى تأكيد كرامة الإنسان ودعمه في مواجهة تحديات الحياة. لكن هذه التصريحات لم تلقَ قبولًا واسعًا، بل تسببت في ردود فعل قاسية من العديد من الشخصيات السياسية، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في منشور على منصته “تروث سوشال”، شنَّ ترامب هجومًا حادًا على الأسقف، واصفًا تصريحاتها بأنها “محاضرة مملة وغير ملهمة”. وأضاف أنه كان من غير المتوقع أن يتم استخدام الكنيسة كمنبر سياسي لطرح قضايا اجتماعية بهذا الشكل. ترامب انتقد بشدة تركيز الأسقف على قضايا المهاجرين والمثليين، معتبرًا أن هذه القضايا لا تعكس أولويات الشعب الأمريكي في الوقت الراهن. كما أشار إلى أن الأسقف تجاهلت القضايا الأمنية المرتبطة بالهجرة غير الشرعية التي تشكل مصدر قلق كبيرًا للولايات المتحدة.

ترامب لم يكتفِ بذلك، بل اتهم الأسقف بالتطرف السياسي، واصفًا تصريحاتها بأنها “راديكالية” ومخالفة للقيم الأمريكية التقليدية. وأضاف أن الأسقف، بتصريحاتها، أظهرت مشاعر كراهية تجاهه، مشيرًا إلى أنها تستغل منصبها الديني في تحريض ضد سياساته. واعتبر أن تركيز الكنيسة على القضايا الاجتماعية بهذه الطريقة هو تجاوز لمهامها الروحية.

الجدل حول تصريحات الأسقف انتقل إلى الساحة السياسية، حيث طالب النائب الجمهوري مات غايتز من ولاية فلوريدا باتخاذ إجراءات ضد الأسقف، بل ذهب إلى حد الدعوة إلى إدراجها في “لائحة المرحلين” إذا كانت غير مستعدة لدعم القيم الأمريكية التقليدية. غايتز، المعروف بمواقفه المحافظة، اعتبر أن مواقف الأسقف تدخل في السياسة بطريقة غير لائقة، قائلاً إن الكنيسة يجب أن تظل بعيدًا عن الجدل السياسي.

لكن دعوات الترحيل قوبلت بردود فعل حادة من الديمقراطيين، الذين اعتبروا أن هذه الدعوات تمثل تهديدًا لحرية التعبير وحرية الدين في الولايات المتحدة. النائب الديمقراطي آدم شيف من ولاية كاليفورنيا انتقد بشدة دعوات غايتز، معتبرًا أن الهجوم على الأسقف يعد محاولة لإسكات الأصوات المعارضة. شيف أضاف أن الأسقف كانت تمارس حقها في التعبير عن آرائها الدينية والاجتماعية، وأن الهجوم عليها يهدد قيم الديمقراطية الأمريكية.

الجدل القائم حول تصريحات أسقف واشنطن يعكس التوتر المستمر بين السياسة والدين في الولايات المتحدة، ويعيد فتح النقاش حول دور رجال الدين في التأثير على القضايا السياسية والاجتماعية. في الوقت الذي يستمر فيه ترامب في الدفاع عن القيم المحافظة، تواصل شخصيات دينية مثل الأسقف بودي دعوتها إلى مزيد من الرحمة والانفتاح في التعامل مع قضايا مثل الهجرة وحقوق المثليين.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept