انتصار المظلومين على الغطرسة الصهيونية: تكفينا

آخر تحديث :
انتصار المظلومين على الغطرسة الصهيونية: تكفينا
خالد أخازي

كلما عدتُ إلى التاريخ، فهمت دلالة ” نصر المظلومين على الصهيونية”… التاريخ.. يعلمنا أن الحرية مكلفة، ودوما يرتفع صوت نشار في الزمن الصعب، ففي الأزمات… كثيرا ما خرج دعاة الخنوع باسم السلام و الإنسان… صوت يجنح لقياس ما لا يقبل القياس، مقاومة شعب محتل … محاصر…. يجوع… ويباد…وغطرسة احتلال مسنود بأقوى الإمكانيات… والحقيقة… أن القياس في ميزان التاريخ لا في مسافات الصواريخ ولا التحصين بالدبابات…

كلما قرأت تاريخ كل حركات التحرير والمقاومة، ازددت يقينًا أن معادلة الخسائر لا تحرر الشعوب… فكم الاستفهاية هاته…مضللة أو لاتاريخية…… فهي سؤال من لا يفهم كيف تشرق شمس الحرية… من المقابر والوجع والخراب والدمار… التكلفة عالية علو الكرامة والكبرياء…

لهذا انتصرت فلسطين كلها… لأنها قدمت درس البقاء والصمود أمام غطرسة الإبادة والجريمة الإنسانية..

لهذا انتصرت حماس، وهي تُوقع تسليم الرهائن أمام العالم، وخلفها لافتة كُتب عليها: “انتصار المظلومين على الصهاينة”….

فحروب التحرير والمقاومة ذات طبيعة خاصة وخالدة ومضيئة، لأنها محتضنة من شعوبها… حتى الموت…

ولغة “كم مات منا مقابل كم مات منكم” هي لغة مضللة، تخلط بين الحروب النظامية وعمليات التحرير، حيث يكون الانتصار فيها غير مرتبط بعدد الشهداء أو الخسائر.

التاريخ يعلّمنا درسًا واضحًا…

قد نحترم ونتفهم رؤية من يحولون حروب المقاومة إلى معادلة رياضية، ونفترض فيهم حسن النية حتى يتضح الهوى دون تخوين…

لكن خلط المعايير… وقلب المفاهيم… وتسوية الجلاد والضحية، والسفاح والجثة… هو الخبل… إن لم نقل خزي العقل قبل عار الفكر…

أي غنيمة هذه تقلب الموازين والأحكام…؟ أي غواية هذه تقلب الموازين وتضبب الرؤية وتخلط الحق بالباطل زورا…؟

لقد انتصرت حماس… ليس بالأرقام ولا بالمسح ولا لغة الإعمار ولا الجغرافية… بل بإنعاش قيم الصمود وأمل فلسطين الحرة عاصمتها القدس… انتصرت لأنها صنعت الأمل وصمدت….

إغفال قراءة التاريخ أمر مؤلم… ومخزي…ترويج فاتورة الصمود مقابل إخفاء فاتورة العهر العربي والخزي…

قياس انتصار حركة حماس لا يكمن في مؤشرات الدمار أو الخراب أو عدد الشهداء، بل في كسر الغطرسة الصهيونية والجلوس على طاولة ندية للتفاوض. نعم، استشهد عشرات الآلاف، وخُرّبت منازل ومساجد وكنائس ومدارس ومستشفيات، ومات الأطفال والرضع والشيوخ واقتعلت الأشجار وهدمت الدور…. وسمقت شجرة الخلود

الدور يعاد بناؤها…والزيتون نغرسه… لكن الكرامة إن تلاشت… لا تردها أموال الدنيا… والحرية إن سلبت لا يطيب لا عيش ولا رغد…

دعونا نموت على الأقل مرفوعي الرأس…

فكثير من الأحياء… ماتوا… يوم السابع من أكتوبر…ومازالوا يفتون في الحياة..

الموتى لا فتوى لهم في عقيدة الصمود…

الأرواح تتجدد من رحم الصمود لامن رحم العبودية…

شيء واحد…. لا يعاد بناؤه…

الكرامة… الكرامة…

شيء واحد إن مات لا يعوض…

الكبرياء…سرج فرس الوجود الكريم..

والحرية…. تاريخيا تكلفتها عالية… سقط البنيان… وارتفع لواء الفرسان… مات الزهر… لكن التراب لا يموت… انتصرت روح الصمود وعقيدة البقاء أمام عقيدة الاستئصال والفناء. فهم التاريخ ضروري ليعيد أصحاب “وماذا بعد؟” التفكير.

وحروب المقاومة كانت عبر التاريخ أعظم أشكال الصراع بين الشعوب المستعمَرة وقوى الاحتلال أو الأنظمة القمعية. رغم الكلفة البشرية الباهظة، تجسد هذه الحروب إرادة الشعوب في الحرية والكرامة. ومع ذلك، يتضح أن المدنيين هم دائمًا الضحية الكبرى في مثل هذه النزاعات.

خلال مقاومة الشعب الفيتنامي للاحتلالين الفرنسي والأمريكي، قُتل أكثر من مليوني مدني بسبب القصف والعمليات العسكرية في المناطق الريفية.

في فلسطين، منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، تعرض الفلسطينيون لمجازر وتهجير قسري واسع النطاق، كما في مذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها المئات.

في مواجهة الاستعمار البريطاني خلال ثورة الهند الكبرى، قُتل مئات الآلاف جراء القمع الوحشي والمجاعات التي تسبب بها الاستعمار. في كينيا، خلال تمرد ماو ماو، قُتل عشرات الآلاف واحتُجز الآلاف في معسكرات الاعتقال.

المدنيون غالبًا ما يكونون الهدف الأساسي للعنف الحقود، مكا يؤدي إلى أعداد كبيرة من القتلى. يُجبر السكان على مغادرة أراضيهم، كما حدث في فلسطين، تنتشر المجاعات والأمراض نتيجة انهيار البنية التحتية.

مما يجعل الحياة شبه مستحيلة في مناطق الصراع. يعيش المدنيون تحت وطأة القصف الأعمى لإرباك الصمود…

التضحيات الجسيمة، أثبتت أن قوة حروب المقاومة في إرادة الشعوب التي لا تُقهر… وغزة لم تقهر..

معالجة جذور هذه الصراعات، مثل الاحتلال والاستبداد، لضمان تحقيق السلام العادل هي المدخل.

ستبقى حروب المقاومة شاهدًا على صراع المستضعفين ضد الطغاة، وتذكيرًا بأن الحرية تستحق التضحيات التكلفة البشرية تظل أمانة في رقبة الإنسانية…. والجبناء..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليقان
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق