عودة النازحين لشمال غزة: ملحمة الصمود في وجه العدوان… لهذا انتصروا

Last Update :
عودة النازحين لشمال غزة: ملحمة الصمود في وجه العدوان… لهذا انتصروا
تمغربيت24

على أطراف شمال قطاع غزة، تعود الحياة تدريجيًا إلى المناطق التي كانت شاهدة على واحدة من أشد فصول العدوان وحشية. مشاهد النازحين العائدين إلى منازلهم، أو ما تبقى منها، تحكي قصة شعبٍ لم يقبل الانكسار، بل عاد ليواصل مقاومته للحصار والدمار.

في ملحمة إنسانية وسياسية تعكس صمود غزة وشموخها.

العودة… قرار المقاومة

لم تكن عودة النازحين مجرد خطوة عابرة، بل هي إعلان بصوت عالٍ أن الشعب الفلسطيني لن يُهزم. هؤلاء العائدون، الذين تحدوا القصف والدمار، لم يأتوا ليبحثوا عن ملاذ آمن فقط، بل عادوا ليؤكدوا أن الأرض أرضهم، والحق حقهم، وأن الاحتلال مهما طغى لن يقتل روح المقاومة.

“نعود لنزرع الأرض من جديد، نعود لنُعيد بناء ما دمّره العدوان. هذه أرضنا ولن نتخلى عنها”، يقول الحاج أبو خليل، وهو يقف أمام منزله المدمر، ممسكًا بيد حفيده الذي يحمل علم فلسطين.

غزة تقاوم بالعودة

لم تكن العودة مجرد رد فعل على انتهاء العدوان، بل هي جزء من استراتيجية الصمود التي قادتها المقاومة. ففي كل بيت تهدم، وفي كل عائلة تشتت، تظهر حماس كدرعٍ يحمي الشعب الفلسطيني، وكصوتٍ يقود المشروع الوطني نحو الحرية.

المشهد في غزة لم يقتصر على إزالة الركام وإعادة بناء المنازل، بل تحول إلى ساحة لتعزيز روح الوحدة والصمود والمقاومة. المساجد التي دُمرت أعيدت لتكون منارات تحدٍّ، والمدارس التي استُهدفت فتحت أبوابها من جديد لتعلم الأجيال أن النصر قريب.

التحديات… جزء من الصمود

رغم الأوضاع الصعبة، لا ينظر أهل غزة إلى الدمار كعائق، بل كحافز. الكهرباء مقطوعة؟ سنضيء بيوتنا بالأمل. المياه شحيحة؟ سنروي أرضنا بدمائنا. كل تحدٍ يواجهه أهل غزة يُقابل بروح لا تعرف الهزيمة، وإيمانٍ بعدالة قضيتهم.

حماس، التي قدمت أبناءها شهداء، وقادتها أهدافًا، تقف اليوم كرمز للصمود الفلسطيني.

فمن خلال إدارتها للأزمة، واستجابتها السريعة لتوفير الإغاثة، نجحت في تحويل كارثة العدوان إلى محطة جديدة لمقاومة الاحتلال.

عودة النازحين ليست مجرد حدث محلي، بل رسالة للعالم أجمع أن غزة لم تنكسر. هذا الشعب الذي يتحدى الحصار والعدوان يوميًا، هو رمز الإرادة التي لا تقهر.

إذا كان الاحتلال يسعى لطمس الهوية الفلسطينية، فإن عودة النازحين هي أكبر دليل على أن فلسطين باقية في القلوب وعلى الأرض، وأن المشروع الصهيوني لن ينجح في اقتلاع شعبٍ متجذرٍ في أرضه.

شمال غزة ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو شاهد على ملحمة شعب يدافع عن كرامته وحقه في الحياة. عودة النازحين هي انتصار آخر يُضاف إلى رصيد المقاومة، وهي دليل حي على أن الاحتلال مهما حاول لن ينتزع من الفلسطينيين حقهم في أرضهم، ولن يكسر إرادتهم في الحرية والكرامة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept