كولومبيا: الطائرات الرئاسية لنقل المهاجرين ردا على نقلهم بالطائرات العسكرية من لدن ترامب

آخر تحديث :
كولومبيا: الطائرات الرئاسية لنقل المهاجرين ردا على نقلهم بالطائرات العسكرية من لدن ترامب
تمغربيت24

في خطوة جريئة تعكس التزام كولومبيا العميق بحقوق الإنسان، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو رفضه استقبال طائرات عسكرية أمريكية تحمل مهاجرين مرحلين من الولايات المتحدة، مفضلاً نقلهم عبر رحلات مدنية تضمن لهم معاملة إنسانية تليق بكرامتهم.

هذا الموقف يعكس تمسك كولومبيا بمبادئها الأخلاقية، حيث أصر بيترو على أن “المهاجرين يجب أن يُعاملوا بشكل لائق”، متحدياً بذلك محاولات الولايات المتحدة فرض سلوكيات قاسية في التعامل مع هؤلاء الذين فروا من الحروب والفقر.

وفي خطوة لاحقة، أعلن المكتب الإعلامي للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تفرض رسوماً جمركية أو عقوبات على كولومبيا بعد موافقتها على استقبال المهاجرين المرحلين.

هذا القرار جاء بعد أن وافقت كولومبيا من قلب بوغوتا على تحمل مسؤولية نقل المهاجرين غير النظاميين إلى بلدهم، عبر طائرتها الرئاسية، بدلاً من الطائرات الأمريكية التي وصفت بالمذلة، وهي  طائرات عسكرية التي كانت قد رفضت دخولها. وبذلك، أظهرت كولومبيا التزامًا واضحًا بحقوق الإنسان، حيث أصرّت على أن هؤلاء المهاجرين يجب أن يُعاملوا بكرامة بعيدًا عن أي خرق لمبادئ الإنسانية.

لكن الموقف الكولومبي لم يقتصر على مسألة الهجرة وحسب، بل امتد ليشمل نقداً لاذعاً للسياسات الأمريكية، حيث وجه بيترو رسالة قاسية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متهمًا إياه باتهام كولومبيا وشعبها بعنصرية غير مبررة.

وصف بيترو في رسالته ترامب بأنه يعتبره “ممثلاً لعرق أدنى”، مؤكداً أن كولومبيا لن تكون أبداً تحت هيمنة أمريكا، ولن تقبل أن تكون مجرد أداة في يد القوى الكبرى.

في رسالته التي تحمل معاني قوية، أشار بيترو إلى أن بلاده قد اتخذت قرارًا حاسمًا في تغيير رؤيتها وبوصلتها السياسية، حيث توقفت توا عن النظر فقط نحو الشمال، وبدأت تتوجه بنظراتها نحو العالم بأسره. كما ذكر بتاريخه الطويل من مقاومة التدخلات الخارجية، مشدداً على أن كولومبيا ليست فقط “دولة جميلة”، بل هي “قلب العالم” الذي ينبض بالحرية والكرامة.

هذه الرسالة، التي أرسلها بيترو في وقت حساس، تمثل دعوة جريئة للعالم للتفكير في حقوق الإنسان بعيداً عن أي حسابات سياسية ضيقة. فالمهاجرون ليسوا مجرد أرقام أو عبئاً، بل هم بشر كباقي الناس لهم الحق في الأمان، والكرامة، والاحترام.

وفي ظل هذا الصراع، تبرز كولومبيا اليوم كرمز للإنسانية، معلنة رفضها للمعاملة اللاإنسانية، ومؤكدة أن حقوق الإنسان يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

في هذا السياق، يظهر أن كولومبيا ترفض أن تكون مجرد نقطة في خريطة المصالح السياسية، بل تسعى لأن تكون دولة حرة، تؤمن بالحرية، وتدافع عن حقوق الإنسان، وتحترم كرامة مواطنيها والمهاجرين على حد سواء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق