بين وعود ترامب بالترحيل وواقع العودة القسرية.. مغاربة يواجهون مصيرًا مجهولًا

Last Update :
بين وعود ترامب بالترحيل وواقع العودة القسرية.. مغاربة يواجهون مصيرًا مجهولًا
تمغربيت24

يتأهب المغرب لاستقبال 495 مهاجرًا مغربيًا غير نظامي بعد صدور قرارات بترحيلهم من الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لبيانات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE). وتندرج هذه الخطوة ضمن موجة واسعة من عمليات الترحيل الجماعي التي تستهدف أكثر من 1.4 مليون مهاجر غير نظامي في الولايات المتحدة، في إطار سياسة هجرة متشددة أعاد الرئيس دونالد ترامب تفعيلها مع عودته إلى البيت الأبيض.

من المتوقع أن تبدأ عمليات الترحيل هذا الأسبوع، بعد تنسيق بين الرباط وواشنطن استمر لأسابيع، حيث تم الاتفاق على التفاصيل الإدارية والإجرائية. غير أن هذه العودة القسرية تحمل في طياتها الكثير من الأسئلة حول مصير المرحّلين، الذين غادروا بلادهم بحثًا عن فرص أفضل، ليجدوا أنفسهم فجأة أمام واقع جديد، غالبًا ما يكون أكثر صعوبة مما تركوه خلفهم.

منذ اليوم الأول لعودة ترامب إلى السلطة، انطلقت عمليات الترحيل بوتيرة متسارعة، حيث تم نقل مئات المهاجرين غير النظاميين على متن طائرات عسكرية، بينما شنت سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية مداهمات في عدة ولايات، مستهدفة المهاجرين غير النظاميين، لا سيما من لديهم سجل جنائي. تزامن ذلك مع إلغاء جميع الرحلات المنظمة مسبقًا للاجئين، ووقف إجراءات دخول الحاصلين على تصاريح رسمية، ما ترك آلاف العائلات في حالة من الترقب والضياع.

تأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه بيانات وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المغاربة حصلوا على أكثر من 4 آلاف تأشيرة دخول للولايات المتحدة عام 2023، منها أكثر من 2500 تأشيرة ضمن برنامج التنوع، إضافة إلى مئات التأشيرات الممنوحة لأفراد العائلات. وبينما كان المهاجرون يحاولون بناء حياة جديدة، وجدوا أنفسهم اليوم أمام قرارات سياسية لا تعترف بأحلامهم، بل تحيلهم إلى أرقام في لوائح الترحيل.

بالنسبة للعائدين، فإن العودة إلى الوطن لا تعني بالضرورة نهاية معاناتهم، بل قد تكون بداية لتحديات جديدة. فالكثير منهم فقدوا كل ما كانوا يملكونه في المهجر، وبعضهم كانوا يعيلون أسرًا في المغرب، مما يجعل اندماجهم مجددًا في المجتمع عملية معقدة تحتاج إلى دعم نفسي واقتصادي حقيقي. وبينما تستعد السلطات لاستقبالهم، يظل السؤال معلقًا حول مدى قدرة المغرب على احتوائهم وتوفير بدائل تتيح لهم العيش بكرامة، بعيدًا عن الإحساس بالفشل أو التهميش.

في خضم هذه التحولات، يبدو أن النقاش حول الهجرة أصبح مرهونًا بالسياسات الصارمة، فيما يغيب البعد الإنساني عن المشهد. وبينما يدافع البعض عن هذه الإجراءات باعتبارها ضرورية لحماية أمن الدول، يبقى الوجه الآخر للقصة مليئًا بمصائر معلقة، وأحلام تحطمت على عتبات القرارات السياسية.

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept