رحيل أسامة الخليفي: غادر ربيع الحياة… شاب آمن بربيع الشعوب

آخر تحديث :
رحيل أسامة الخليفي: غادر ربيع الحياة… شاب آمن بربيع الشعوب
خالد أخازي
في الوقت الذي تفرق فيه صحبه من شباب20 فبراير، واختار كل منهم مسار حياة مختلف، بل منهم من غدا بعيدا عن الأنظار، وقلة منهم اختارت مواقع متقدمة في الحياة العامة، يصلنا نعي أسامة الخليفي الذي خرج باكرا من ربيع الحياة، كما خرج خاوي الوفاض من الربيع العربي.

توفي صباح اليوم الجمعة 31 يناير 2025، أحد وجوه 20 فبراير، وأحد الوجوه البارزة في الربيع العربي، أسامة الخليفي، عن عمر يناهز 34 عامًا، بعد معركة طويلة مع مرض السرطان.

رحيله أعاد سيلا من الذكريات عن شاب كان حلمه أكبر من صحته وعن عنفوان قتله الخذلان.

كان الخليفي أحد أبرز الوجوه الشبابية التي ناضلت من أجل الإصلاحات السياسية والاجتماعية في البلاد، وآمن بالاحتمال في زمن فارق، حقق منعطفا سياسيا للمغرب، لكنه صحا ذات صباح، فوجد نفسه وحيدا، وقد تفرق الصحب، وانتهت حكاية شباب حققوا للمغرب ربيعه في مشهد تاريخي.

وُلد أسامة الخليفي في عام 1990، وارتبط اسمه بحركة 20 فبراير التي انطلقت في 20 فبراير 2011، مطالبًا بتغييرات مهمة في النسق السياسي والاجتماعي. كان له حضور قوي في الاحتجاجات والمظاهرات، حيث كان يُعرف بمواقفه الجريئة والمستقلة التي تُعبّر عن تطلعات الشباب المغربي للتغيير.

من خلال تجربته السياسية، ارتبط الخليفي بعدة مشاريع وأحزاب، بدءًا من شبيبة الاتحاد الاشتراكي، وصولًا إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي انضم إليه قبل فترة قصيرة من اعتقاله في 2014. ورغم التحديات التي مر بها، لم يتوقف عن الدعوة للإصلاح والتغيير، حتى بعد خروجه من السجن.

في الأول من يناير 2025، نشر الخليفي رسالة مؤثرة عبر حسابه على فيسبوك، قال فيها: “سيأتي يوم يحتضنني قبري، ويصمت قلبي، ويختفي صوتي، وتزول ابتسامتي، وربما رحيلي قريب، فسامحوني، وادعوا لي بقلب صادق، أحبكم”.

كانت تلك الكلمات بمثابة وداع صريح من الرجل الذي قضى سنواته الأخيرة في صراع مع المرض، لكنّها تعكس في ذات الوقت قوة إرادته وصدق مشاعره تجاه محبيه.

أسامة الخليفي توفي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني في مدينة فاس، حيث كان يتلقى العلاج بعد تدهور حالته الصحية.

رحيل أسامة الخليفي الذي كدنا ننساه، يذكرنا بقسوة الحياة وتلونات العلائق، وعدالة المواقف، وأثر الخذلان وعبث الاختيارات الفارقة، رحيله… ذكرى حياة ماتت قبل سنوات بالجحود والنكران…

 

 انخرط في معركة التغيير، ظل وفياً لرسالته حتى آخر لحظة من حياته. إن فقدانه يشكل خسارة جسيمة للحركة الشبابية في المغرب، وسيظل اسمه علامة فارقة في تاريخ النضال من أجل العدالة والحرية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق