أديس أبابا: القمة الإفريقية تصف الوضع في غزة بـ”الإبادة الجماعية”

Last Update :
أديس أبابا: القمة الإفريقية تصف الوضع في غزة بـ”الإبادة الجماعية”
تمغربيت24

 في ختام أعمالها بأديس أبابا، وجهت القمة الإفريقية صفعة دبلوماسية لإسرائيل بإصدارها بيانًا شديد اللهجة حول الأوضاع في غزة، واصفة العمليات العسكرية الإسرائيلية بـ”الإبادة الجماعية”، ومطالبة المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف ما وصفوه بـ “العدوان” و”الانتهاكات الصارخة” للقانون الدولي الإنساني، وملوحين بخيارات تتراوح بين تجميد العلاقات التجارية والضغط القانوني.

البيان الختامي، الذي صدر عقب جلسات استثنائية مخصصة للقضية الفلسطينية بحضور الرئيس محمود عباس، تضمن إدانة غير مسبوقة لما يجري في غزة.

ووصف القادة الأفارقة الوضع في غزة بأنه “حرب إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية”، مستندين في ذلك إلى تقارير أممية ومنظمات حقوقية توثّق القتل الممنهج للمدنيين، وتدمير المستشفيات والمدارس، واستخدام أسلحة محظورة دوليًا في مناطق مكتظة بالسكان.

وتجاوز البيان مجرد الإدانة، إذ طالب بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما دعا الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي إلى تعليق اتفاقيات التبادل التجاري والتعاون الأمني مع إسرائيل، في خطوة رمزية تهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياساتها.

تضمنت أبرز النقاط في البيان الإفريقي إدانة “الإبادة الجماعية” في غزة والمطالبة بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، ودعوة الدول الإفريقية إلى تعليق اتفاقيات التبادل التجاري والتعاون الأمني مع إسرائيل، في إشارة إلى خيارات “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” (BDS).

كما تضمن البيان المطالبة بتحرك دولي عاجل لوقف “العدوان” و”الانتهاكات الصارخة” للقانون الدولي الإنساني، وفتح تحقيق دولي مستقل في جرائم الحرب المرتكبة، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة.

ودعا البيان أيضًا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين، وإصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون قيود.

من المتوقع أن يثير هذا البيان عاصفة من ردود الفعل على المستويين الإقليمي والدولي. وسارعت الخارجية الإسرائيلية إلى وصف البيان بـ “التحيز الأعمى” و”الإنكار الوقح لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، متهمة الاتحاد الإفريقي بـ”الخضوع للدعاية الفلسطينية”. في المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية بالبيان الإفريقي، معتبرة إياه “تعبيرًا عن التضامن التاريخي للقارة الإفريقية مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال”.

يعكس البيان الإفريقي تصاعدًا حادًا في الغضب والاستياء في القارة الإفريقية تجاه ما يحدث في غزة، وتزايد القناعة بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما أنه يمثل ضغطًا إضافيًا على المجتمع الدولي، لا سيما في ظل حالة الشلل التي يعاني منها مجلس الأمن بسبب الانقسامات بين الدول الكبرى.

ويطرح هذا البيان تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإفريقية الإسرائيلية، التي شهدت تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة مع توقيع اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية والإفريقية. فهل ستتراجع هذه العلاقات في ظل تصاعد الغضب الشعبي والرسمي في إفريقيا تجاه السياسات الإسرائيلية؟

السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا البيان سيترجم إلى خطوات عملية ملموسة. فهل ستتجرأ الدول الإفريقية على اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل، مثل تعليق العلاقات الدبلوماسية والتجارية، أو دعم الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية؟ الأيام والأسابيع القادمة ستكشف ما إذا كان البيان الإفريقي مجرد تعبير عن الغضب والإدانة، أم أنه بداية لمرحلة جديدة من الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Comments 5 تعليقات
Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept