في قلب العاصمة البلجيكية، بروكسيل، اجتمع نخبة من الفاعلات والفاعلين الجمعويين والمدنيين المغاربة الذين تجشموا مشاق السفر من مناطق متعددة من أرجاء أوروبا، في أجواء باردة، تدفئ قلوبهم وهج القضية، وشمس المطالب العادلة، لتوثيق لحظة تاريخية حقوقية قوية بطعم مرارة المعاناة أمام وضع ميؤوس منه لمجلس الجالية، لللمطالبة بتفعيل حقوقهم السياسية والمدنية.
محاسبة “مجلس الجالية” كان على رأس مطالبهم بلغة شديدة، واصفين أداءه بالمتواضع في الدفاع عن مصالحهم الحقوقية والسياسية والمدنية.
تعد في هذا الصدد، هذه المحطة أول صرخة مدنية تنظيمية ضد مجلس الجالية التي تثار حول شرعيته الدستورية والقانونية وحتى القيمية مجمل أسئلة، تتغيى إعادة المأسسة وإنعاش مؤسسة، لسان الحال يقول إنها في غيبوبة تنظيمية وبدون فعالية ميدانية.
وجدير بالذكر، أن هذا اللقاء التأم بمبادرة من المجلس المدني الديمقراطي للهجرة المغربية، ويعول عليه أن يشكل محطة مفصلية في مسار النضال من أجل تمثيل حقيقي وفاعل لمغاربة العالم.
وفي هذا السياق، وبعد مرور مئة يوم على الخطاب الملكي الذي رسم خارطة طريق جديدة للعناية بشؤون المغاربة المقيمين بالخارج، اجتمع هؤلاء النشطاء في دار حقوق الإنسان ببروكسيل، لتقييم ما تم إنجازه ومناقشة الخطوات المستقبلية.
وبإجماع قوي الدلالة، طالبوا بتفعيل بنود الدستور المتعلقة بمشاركة مغاربة العالم في الحياة السياسية، وإشراكهم في صياغة القرارات التي تهمهم بشكل مباشر.
لم يقتصر النقاش والسجال الحضاريين على البعد السياسي، بل لامس بجرأة وموضوعية قضايا اجتماعية واقتصادية وثقافية، مثل العقار، وظروف المسنين، والعراقيل الإدارية، والتأطير الديني، والحفاظ على الهوية الثقافية المغربية.
وفي السياق ذاته، أكدت المداخلات المتعددة لقلوب مؤمنة بعدالة القضية، ومفعمة بروح الوطنية، على أهمية التمكين للمرأة والشباب، وتوحيد الصفوف لمواجهة تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا.
وجدير بالذكر أن الملف المركزي في هذا اللقاء، قارب وضعية مجلس الجالية، فانبثق عن النقاش العام مطلب عاجل وملح للقيام بتقييم شامل لأداء “مجلس الجالية”، حيث صنفه الكثيرون كمؤسسة فاشلة لا تعبر عن تطلعات مغاربة العالم.
وفي هذا السياق، طالب البيان الختامي للقاء بفتح تحقيق مستقل في طريقة تدبير المجلس لأموال الدعم، ووضع حد لسياسة المحاباة والزبونية التي تسيطر عليه.
رسالة هذا اللقاء قوية دلالة وتنظيما، وهي الآن في ملعب أخنوش وحكومته، ومفادها أن مغاربة العالم لم يعودوا مجرد رقم في الإحصائيات، بل هم قوة فاعلة اقتراحية تطالب بحقوقها كاملة، وترفض تمثيلية نشاز مع إيقاع تطلعاتها وانتظاراتها وتعزف خارج الزمن الجديد لمغاربة العالم.