يوم أسود للطفولة المغربية، والقاتل مع الأسف قريب جدا، اعتدنا أن نصفه بمنبع العطف والحنان، فبعد اغتصاب وخنق طلفة ورميها بحاوية الأزبال بإقليم القنيطرة من لدن عمها، يأتي خبر قتل آخر بيد الأم الحنون لطفلة في سياق غامض، ولم تندمل جراحنا بعد لوفاة طفلة بركان غرقا في مجاري الصرف الصحي.
ففي لحظة مأساوية من الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء، وقعت جريمة أخرى مروعة في منطقة الهراويين ضواحي الدار البيضاء، حيث أقدمت امرأة على قتل ابنتها الصغيرة البالغة من العمر تسع سنوات.
مشهد يصعب تخيله، لدرجة أن الحادث أثار صدمة عميقة بين السكان المحليين، وترك أثرًا مدمرًا على عائلة كانت تعاني من خلافات زوجية مستمرة، وجعل الكل يتساءل ماذا يقع لتتحول الأكباد إلى قساوة أشد من الحجارة؟
وحسب للمعطيات الأولية، فالأم استخدمت سكينًا لارتكاب الجريمة، قبل أن تحاول الاعتداء على زوجها وابنها الصغير. لحسن الحظ، تمكن الأب من الهروب وطلب المساعدة، مما منع وقوع مزيد من الضحايا.
وفي السياق ذاته، تم إلقاء القبض على المشتبه بها ونقل جثمان الطفلة إلى مستودع الأموات للتشريح الطبي، وتتواصل التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة للكشف عن دوافع الجريمة الحقيقية، التي تثير تساؤلات عديدة حول العوامل النفسية والاجتماعية التي دفعت الأم إلى ارتكاب هذا الفعل المروع.
تسببت الجريمة في صدمة عميقة بين السكان، الذين ينتظرون مخرجات التحقيق لفهم ما وقع، وتحديد المسؤوليات والكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا العمل القاسي
هذا الحادث الأسود تحذير خطير حول أهمية دعم الأسر التي تعاني من مشاكل عائلية، وتذكير بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية والاجتماعية للمرأة، والتفكير في قضايا المرأة والطفولة ضمن مقاربة شاملة، تستحضر الصحة النفسية للنساء وعوامل القهر غير المادي.
