في مشهد مأساوي يفيض بالحزن والأسى، ابتلعت مياه ضاية الهراويين بإقليم الدار البيضاء روحًا غضة لم تكمل ربيعها الخامس عشر. كان الفتى، المفعم بالحياة والأحلام، يلهو مع أصدقائه بين أمواج الضاية، غير مدرك أن الماء الذي احتضنه للهو سيتحول إلى كفن بارد يحتضنه للأبد.
عبثًا حاول الأصدقاء، ثم بعض المارة، انتشاله من براثن الغرق، لكن الماء كان أسرع وأقسى، يجره نحو الأعماق بلا رحمة، بينما تصاعدت الصرخات، وتضرج المكان برائحة الفاجعة.
ولمّا أخيرًا تمكن سكان الجوار من انتشاله، كانت الحياة قد غادرته، تاركة جسده الهش بلا حراك، في مشهد يخنق الدموع في المآقي.
نقلت الجثة إلى مستودع الأموات، تاركة خلفها عائلة مكلومة، وأمًا لن يهدأ قلبها من نحيب الفقد، وأصدقاء سيحملون في ذاكرتهم صورة اللحظة التي خطف فيها الماء رفيقهم إلى الأبد.
وجدير مرحبا أن المصالح الأمنية باشرت تحقيقًا في الحادث، فيما تظل هذه الضاية تهدد الأرواح البريئة في غياب إجراءات السلامة في أماكن خطرة من هذا النوع.