فاتح ماي بالجديدة: عيد الشغل بين الاحتفال والجمود

Last Update :
فاتح ماي بالجديدة: عيد الشغل بين الاحتفال والجمود
مولاي عبد الله الفيلالي: الجديدة

يظل فاتح ماي، عيد الشغل، مناسبة سنوية يحتفل بها العمال في مختلف أنحاء العالم، حيث تُسلط الأضواء على حقوق العمال ومطالبهم، وتُحيى روح التضامن والنضال.
لكن في مدينة الجديدة، يبدو أن هذا اليوم التاريخي فقد من بريقه وأصبح أقرب إلى عطلة عادية، لا تختلف كثيراً عن عطلات الأعياد الدينية أو الوطنية، حيث يغلب الطابع الاجتماعي على الطابع النضالي.
 احتفالات فاتح ماي 2025: حضور محتشم وأجواء باهتة
هذا العام، شهدت احتفالات فاتح ماي بالجديدة حضوراً محدوداً ومشاركة محتشمة، حيث اقتصرت الفعاليات بشكل رئيسي على مجموعتين نقابيتين هما الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل.
اللافت في الأمر هو تميز عمال الفوسفاط في هذه الاحتفالات، الذين كانوا الأكثر نشاطاً وحضوراً، مما يعكس قوتهم التنظيمية وقدرتهم على التعبئة مقارنة بالفئات الأخرى.
في المقابل، غابت نقابة العدالة والتنمية عن المشهد تقريباً، وهو غياب لافت قد يعزى إلى شعور أعضاء النقابة بعدم الإنصاف والإقصاء في المؤتمر الإقليمي الأخير للحزب. هذا الأمر يشير إلى وجود انقسامات سياسية ونقابية تؤثر على وحدة الصف العمالي في المدينة.

فاتح ماي: من نضال إلى عطلة اجتماعية

مع مرور السنوات، تحولت صورة فاتح ماي في الجديدة من يوم نضالي يعكس مطالب العمال ويحتفي بجهودهم إلى عطلة تشبه عطلات الأعياد الدينية، حيث يفضل الكثيرون الاستفادة من العطلة للراحة وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء. أصبح اليوم فرصة للالتفاف حول مائدة الطعام والشراب، مع غياب واضح للفعاليات الثقافية والنقابية التي كانت تميز هذا اليوم في الماضي.
هذا التراجع في الروح النضالية يطرح تساؤلات حول مدى وعي الأجيال الجديدة بأهمية هذا اليوم ودوره في تحسين ظروف العمل والدفاع عن حقوق العمال. كما يعكس حالة من اللامبالاة أو ربما الإحباط نتيجة عدم تحقيق الكثير من المطالب العمالية على أرض الواقع.

الشعارات والرسائل: بين الاحتجاج والجمود
حتى الشعارات التي رفعت خلال الاحتفالات كانت تعكس حالة من الاستياء والاحتجاج، حيث اتسمت بطابع "اضرب وقيس"، في إشارة إلى الاستعداد لخوض إضرابات ونضالات جديدة في حال استمرار تجاهل مطالب العمال.

هذه الشعارات تعبر عن واقع صعب يعيشه الكثير من العمال، الذين يشعرون بأن حقوقهم لا تزال مهددة وأن مطالبهم لم تجد آذاناً صاغية.

 فاتح ماي بحاجة إلى إحياء الروح النضالية

يحتاج فاتح ماي في الجديدة إلى إعادة إحياء الروح النضالية التي كانت تميزه في الماضي، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية واجتماعية تعزز من وعي العمال وتجمعهم حول قضاياهم المشتركة.

كما يجب على النقابات والفعاليات السياسية العمل على تجاوز الخلافات الداخلية وتوحيد الصفوف من أجل الدفاع عن حقوق العمال بشكل أكثر فعالية.
إن تحويل فاتح ماي من مجرد عطلة إلى مناسبة حقيقية للاحتفال بالعمال وتكريم جهودهم يتطلب جهداً مشتركاً من جميع الأطراف المعنية، ليعود هذا اليوم ليكون رمزاً للنضال والكرامة والعدالة الاجتماعية في الجديدة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Comments تعليق واحد
Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
  • spot bet 2 مايو 2025 - 6:12

    Well-written and straight to the point. Keep up the good work!

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept