يوسف مقيس يعيد الاعتبار… والأب فرج ينتصر بعد الموت

Last Update :
يوسف مقيس يعيد الاعتبار… والأب فرج ينتصر بعد الموت
مولاي عبد الله الفيلالي

من صلب المعاناة، ومن بين ركام الخذلان، انبعث نادي الأب فرج بآسفي أخيرًا إلى الحياة، معلنًا صعوده المستحق إلى القسم الشرفي، في لحظة تاريخية تختلط فيها دموع الفخر بندى الوفاء، لرجل أعطى للرياضة الآسفية روحًا لا تموت: المرحوم أحمد فرج.

في البدء، كانت الفكرة نابعة من إرادة صادقة لتخليد اسم رمز من رموز كرة القدم الجنوبية، رجل وهب عمره من أجل الشباب والرياضة والعلم. تأسست الجمعية الرياضية لتكون امتدادًا لروحه، ولكن الطريق إلى المجد لم يكن مفروشًا بالنوايا الحسنة فقط.

فقد تعثرت البدايات وسقط النادي في أيادٍ لم ترتقِ إلى حجم الاسم الذي تحمله. تاه المسار في دهاليز سوء التسيير وانعدام الرؤية، وبات "نادي الأب فرج" مجرد حبر على ورق، يُستغل لأغراض لا تمت للرياضة أو للوفاء بصلة.

لقد خُذل اسم كان يجب أن يكون منارة، وتحوّلت روح الفقيد إلى لعنة تُطارد المتخاذلين، وتثقل كاهل كل من خان الأمانة وتاجر بالإرث المعنوي لرجل استثنائي.

 

 

لكن كما في القصص الكبرى، لا ينهزم النبل. ومن ضواحي القليعة، برز صوت خفي، حمل مشعل الإخلاص، وآمن بأن الساعة قد دنت لإنصاف الأب فرج. كان ذلك الصوت هو الإطار يوسف مقيس، الذي رفض الاستسلام لعبث المرحلة، وراهن على بناء مشروع رياضي حقيقي، فقاد النادي، بعد سنوات من الخمول، نحو صعود طال انتظاره.

اليوم، يعود اسم أحمد فرج ليتصدر العناوين من جديد، لا كذكرى فقط، بل كنبض حاضر في ملعب وفي ذاكرة الجيل الجديد. ولئن كانت الكرة المستديرة لا تحفظ إلا نتائج اليوم، فإن التاريخ لا ينسى من زرع البذور في أرض قاحلة، وانتظر الشتاء بصبر الأنبياء.

شكرًا ليوسف مقيس، ولكل من آمن بأن الوفاء ليس شعارًا بل مسار.
ولتطمئن روح الأب فرج، فقد وُفي الوعد أخيرًا، ولو بعد حين.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept