هل أنعش نادي القلم المغربي معرض الكتاب المستعمل؟ هل هناك كتاب مستعمل؟ ما فعله نادي القلم المغربي هو إنعاش الذاكرة، وبعث عرف التواصل التلقائي بالكاتب، خارج بهرجة وصخب المنصات، لهذا.... كل شيء عفوي...حتى استحضار الذكريات...
هناك دائما كتاب لم يأخذ حقه في القراءة، حال بينه وبين القراء آلة دعائية صناعية الهوى حد الغثيان، تجارية الغواية حد الهذيان، قد تفتك بالذائقة والأمل، وتغتال الكتاب... الضحية... فما أكثر " الكتب الشهداء".... شهداء في جبهة النسيان والتهميش... يعلن هويته...وجوده في خيمة البهاء... واللقاء..
فالخارج عن خرائط الانتاج الأدبي والفكري قلما تنتصر له الدعاية الصناعية للكتاب....لأن الاسم والهوية يبيعان أكثر من الكتاب نفسه، هنا تظهر معجزة نادي القلم المغربي حين يعيد تجسير تلك العلاقة العفوية والآسرة بين الكتاب والناس... كل الناس، حين ينتصر للكتاب قبل الاسم، حين يفتح خيمة التلقي والتواصل الجمالي النقدي، خارج شروط الدعاية... خارج هوس صناعة الكتاب، لهذا يؤسس هذا النادي لأعراف ثقافية جديدة، يكسر غربة الكاتب، ويصنع عرسا جماعيا تختلط فيه الأجيال والأجناس، بذاكرة منيعة على النسيان...
لهذا معرض الكتاب المستعمل هو خيمة تطويق الخيبات... وجمع شتات قبيلة الأدباء والنقاد... ولا جواز لدخول خيمته البهية غير أن تكون تاشيرتك الفرح الجمالي والأمل....
رئيس التحرير
وبعد...
عبد الحميد الغرباوي يعيد بهجة القصة إلى درب السلطان . ونون النسوة تسائل الأدب المغربي .
نادي القلم المغربي بتنسيق مع مقاطعة الفداء بالدار البيضاء الدروة 13 للمعرض الوطني للكتاب المستعمل بالدارالبيضاء "الكتاب المستعمل.. ذاكرة تتحدى النسيان".
متابعة: نورة الخير ولطيفة حدوش
الخميس03 يوليوز2025
سارة الأحمر تغوص في البعد العجائبي لقصص الأنبياء
انعقد لقاء ثقافي لتقديم وتوقيع كتاب سارة الأحمر، تحت عنوان: "العجائبي في قصص الأنبياء"، حيث قدمت، زينة إبورك. ورقة نقدية أكدت في تقديمها على أن قصص الأنبياء، تحتل مكانة مركزية في الوجود الديني والخيال السردي على السواء.
وقد أتى هذا الكتاب ليسهم في فتح زاوية بحثية قلما تمت دراستها بهذا العمق ، إذ تسعى المؤلفة من خلاله إلى استكشاف البعد العجائبي في سرد هذه القصص، كما وردت في النصوص الدينية، ناشدة الغوص في أبعادها العجائبية التي لا تنحصر في عامل الدهشة وجل ماهو خارق للطبيعة فقط، بل تشرع أبوابا للتأمل والتحليل مرتكزة على الحقيقة وعدته وسيلة رمزية للتعبير عن التحول والاختبار والاصطفاء الإلاهي.
أعلنت زينة إبورك، أن الكتاب يتضمن تجليات العجائبي في قصص الأنبياء، كما وردت في النصوص المقدسة، مع استحضار المقاربات الأدبية والفكرية التي تتيح الفهم المعمق لهذا البعد الفريد، الممثل للخطوة المعرفية الجادة في سياق تجديد القراءة التراثية، من خلال تسليط الضوء على البعد العجائبي في القصص النبوي كيفما جاءت في المصادر الدينية، إذ يفتح هذا الكتاب أفقا جديدا له، لا بوصفه خارقا للمنطق فحسب، بل كجزء من خطاب له امتداداته العقدية والبلاغية والرمزية، ثم انتقلت إلى مضامين الكتاب التي عنونت كالتالي؛ عجائبية خلق الكون، عجائبية قصة إبراهيم عليه السلام، عجائبية قصة موسى عليه السلام، عجائبية قصة عيسى عليه السلام، العجائبية وقدسية الزمان والمكان، وأخيرا وظائف العجائبي. أما الجهة التي سهرت على إخراج هذا المولود الجديد، فهي نادي القلم المغربي، بإشراف علمي لمختبر السرديات.
وهو يجسد إضافة نوعية للمكتبة العربية، ويؤكد حضور المؤلفة سارة الأحمر، كباحثة واعية بالتحولات المعرفية والمنهجية التي يعرفها الحقل الأدبي والديني معا. علاوة على كونه مراجعا مفيدا للباحثين في مجالات الدراسات الدينية والسرديات إلى جانب المهتمين بالبعد الرمزي والوظيفي في المرويات الدينية.
وأكدت زينة إبورك، على انطلاق المؤلفة في كتابتها من مأسسة العجائبي على بنى دلالية ووظيفية، تعبر عن عمق التجربة البنيوية وتحولاتها الرمزية والوجودية، لذا قاربتها بأدوات النقد الأدبي والسردي، وذيلت قراءتها للكتاب، باعتباره بادرة فكرية تفتح المجال أمام مزيد من الدراسات التي تعيد قراءة التراث بعين ناقدة ومشرعة على المناهج الحديثة، مع احترام خصوصية النص وعمقه الديني، وختمت مداخلتها، بتهنئة سارة الأحمر، على إصدارها الحديث.
في تعليق لسارة الأحمر، قالت إن هذا الكتاب هو امتداد لمسار بحثي بدأ قبيل سنوات ضمن الدكتوراه، التي نوقشت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، سنة 2023. كما يحتوي على أجوبة لأسئلة؛ كيف يبنى العجائبي في هذه القصص؟ ما الحدود بين قصص الأنبياء والعجائبي؟ كيف تقرأقصص الأبياء اليوم بعيون نقدية دون كسر خصوصيتها الرمزية والدينية؟.
وقد نشأ هذا العمل في بيئة تعليمية، فهو لا يصلح فقط إلى تقديم قراءة تحليلية، بل إلى فتح أفق الحوار بين النصوص الكبرى والمقاربات الحديثة في السرد والدلالات والمعاني.
وقد طرحت مجموعة من الأسئلة، نذكر من بينها سؤال ما الفرق بين العجائبي في قصص الأنبياء وفي غيره من النصوص؟ وهل هناك مميزات في بعدها العجائبي مقارنة مع قصص أخرى في التراث الإنساني بشكل عام.
تجيب سارة الأحمر، بأن العجائبي في قصص الانبياء ليس تخييلا، بل حقيقة، مثل؛ قصة نشأة الكون. أما العناصر المشكلة له، فهي: المسخ، الفسخ، التجسيد، القلب، كلها عناصر حقيقية، على عكس ما يوجد في الرحلات والكتب القديمة.
محمد ماسكي، في مساءلة الزجل المغربي من خلال كتابيه "بلاغة القصيدة الزجلية المغربية الحديثة" و "الأدب الشعبي المغربي"،
شهدت الجلسة الثانية من يوم الخميس تقديم مؤلفين اثنين لمحمد ماسكي، هما؛ كتاب "بلاغة القصيدة الزجلية المغربية الحديثة" و كتاب "الأدب الشعبي المغربي"، أشرف على تقديمهما؛ محمد أورراي ومحيي الدين، ونسق اللقاء محمد الذهبي.
استهل المسير اللقاء بسرد نبذة عن مؤلف الكتابين محمد ماسكي، التي شملت التعريف بمساره التعليمي والعملي، فهو من خريجي كلية عين الشق وباحث في التراث، ثم ألقى المتدخل محمد محي الدين تقديم كتاب "الأدب الشعبي المغربي: مقاربات نصية"، الذي عمل على تنسيقه كل من محمد ماسكي، عمر العسري، عبد الحكيم جابري.
يضم هذا الكتاب أربع عشرة مداخلة نقدية سهر على تحكيمها نخبة من النقاد المغاربة. اشتغلت على متون متنوعة مكتوبة باللغة العربية المغربية؛ منها ما ينتمي للملحون أو القصيدة الزجلية المعاصرة أو الرواية المكتوبة بالدارجة المغربية أو الشعر الأمازيغي ... وقد استطاع الكتاب حسب الناقد تسليط الضوء على هذا المتن المتنوع الذي لم يحظ باهتمام نقدي مستحق. كما أشار إلى أن هذه الدراسات النقدية استحضرت أصواتا إبداعية غربية معاصرة لمبدعين أمثال: إدريس أمغار المسناوي، دليلة فخري، أحمد المسيح، عبد الرحيم لقلاع، مراد القادري، إدريس بن العطار، نهاد بن عقيدة، عبد الله ودان، عبد الرحيم الحبيبي. وخلص الناقد في معرض مداخلته أن هذه النصوص الشعبية المدروسة في الكتاب قد استطاعت أن ترتقي باللغة المغربية الدارجة من خطاب شفوي في مجمله المهمش والمعرض إلى النسيان إلى لغة إبداع. مبينا أن اللغة الدارجة المغربية أو اللغة العربية المغربية تنطوي على إمكانات تعبيرية هائلة قد تتفوق على الفصيح أحيانا.
وفيما يخص منهج أو مناهج المقاربة التي اعتمدها النقاد في مداخلاتهم أشار أنها مناهج نصية تتوزع بين الموضوعاتية البنيوية والانفتاح على نظرية التناص تحاورا وامتصاصا أو تجاوزا.
أما مداخلة محمد أورراي، فتناولت كتاب "بلاغة القصيدة الزجلية المغربية الحديثة"، الحامل للوعي بالأدب الشعبي المرتبط بالذات الجماعية، حسب الناقد محمد ماسكي، والمترافع عن التقصير والنظرة الدنيوية لتراثنا الشعبي التي أفقدته قيمته ووظيفته، مع استحضاره للأعلام الذين ضمنهم في كتابه مثال؛ عباس الجيراري، الذي كان له الفضل في إدخال هذا التراث لرحاب الجامعة، ومحمد الفاسي، الذي تكلف بجمع أجزاء كبيرة من قصائد الملحون ودراستها بنيويا وموضوعاتيا، ثم ذهب إلى تقديم أقسام المباحث السبعة ومضامينها، حيث ناقش الناقد في المبحث الأول، مفهوم الذات وتمثل الفضاء في ديوان "بها الليل"، لإدريس مسناوي، وفي المبحث الثاني، بلاغة تشكل الأسطورة في القصيدة الزجلية المغربية للشاعر نفسه، وفي المبحث الثالث، الكتابة الزجلية ونسق التعدد وانزياح المستويات النصية بغية تجاوز التقليد والمحاكاة، وفي المبحث الرابع، خصص الدراسة حول الصورة الرمزية من خلال قراءة في ديوان "صياد لمعاني"، لعبد العزيز محمد بنسعيد، وفي المبحث الخامس، ناقش بلاغة التصور في القصيدة الزجلية المغربية في ديوان "وعلى رقبتي حتى الحرف هو مولاها لعزيز الغالي"، وفي المبحث السادس، تطرق الناقد إلى دراسة بناء الصورة في المتخيل الشعري الشعبي اليهودي المغربي، وفي المبحث السابع والأخير، اشتغل فيه على صورة الذات باعتبارها ذاكرة وسياق، وختم حديثه بذكر موقف للكاتب بأهمية الوعي بالكتابة الزجلية التي لم تنل حظها الكافي من الدراسة البلاغية.
وتناول المتدخل محمد محي الدين كتاب "الأدب الشعبي المغربي: مقاربات نصية" الذي عمل على تنسيقه كل من محمد ماسكي عمر العسري عبد الحكيم جابري. يضم هذا الكتاب أربع عشرة مداخلة نقدية سهر على تحكيمها نخبة من النقاد المغاربة.
تناولت متونا متنوعة مكتوبة باللغة العربية المغربية؛ منها ما ينتمي للملحون أو القصيدة الزجلية المعاصره أو الرواية المكتوبة بالدارجة المغربية أو الشعر الأمازيغي ... وقد استطاع الكتاب حسب الناقد تسليط الضوء على هذا المتن المتنوع الذي لم يحظ باهتمام نقدي مستحق. كما أشار إلى أن هذه الدراسات النقدية استحضرت أصواتا إبداعية مغربية معاصرة لمبدعين أمثال: إدريس أمغار المسناوي؛ دليلة فخري؛ أحمد المسيح؛ عبد الرحيم لقلاع؛ مراد القادري؟ إدريس بن العطار؛ نهاد بن عقيده عبد الله ودان عبد الرحيم الحبيبي. وخلص الناقد في معرض مداخلته أن هذه النصوص الشعبية المدروسة في الكتاب قد استطاعت أن ترتقي باللغة المغربيهة الدارجهة من خطاب شفوي في مجمله مهمش ومعرض الى النسيان إلى لغة إبداع.مبينا ان اللغه الدارجه المغربيه او اللغه العربيه المغربيه تنطوي على إمكانات تعبيريه هائلة قد تتفوق على الفصيح أحيانا.
وفيما يخص منهج أو مناهج المقاربة التي اعتمدها النقاد في مداخلاتهم أشار أنها مناهج نصية تتوزع بين الموضوعاتية البنيوية والانفتاح على نظرية التناص تحاورا وامتصاصا أو تجاوزا
وفي الختام صبت كلمة الناقد محمد ماسكي، في جملتها حول ضرورة الاهتمام بالتراث المغربي المكتوب باللغة الدارجة. لأهميته وقيمته المعرفية والجمالية ودوره في ترسيخ القيم وبناء الشخصية المغربية .
- عبد الحميد الغرباوي أيقونة درب السلطان القصصية والفنية.
كما احتفى الرواق الثقافي بالقاص المبدع عبد الحميد الغرباوي، أثت هذا اللقاء، سعيد منتسب، أنيس الرافعي، خالد أخازي، وعبد اللطيف حبشي، وقام بسير أطواره مبارك حسني.
افتتح مبارك حسني اللقاء بتقديم سيرة القاص عبد الحميد الغرباوي، الحافلة بالانجازات المتنوعة من حيث نوعيتها وتعدد مجالاتها، فهو القاص والشاعر والرسام والصحافي...، ثم قدم القاص سعيد منتسب، شهادة في حقه تليق بهذه المناسبة، جاءت تحت عنوان: "عبد الحميد الغرباوي:
الكاتب المكتبة"، وهي كالآتي: إن عبد الحميد الغرباوي استثناء مضيء في المشهد الأدبي المغربي. لا يستكين لأي تعريف، ولا يقبل بأن يُحاصر في أي حيز تنميطي. كاتب خارج النمذجات القائمة، ويشكل لوحده مكتبة خاصة تمشي على قدميها، تُنتج وتترجم، تُبدع وتقرأ، تُعلّم وتربي، تنصت وتحاضر، تمحو وتشكل. قاص وشاعر وروائي ومترجم وفنان تشكيلي وكاتب لأدب الطفل و"سينيفيل" وطفل برتبة جنرال في صفاء القلب. لكنه قبل ذلك وبعده قارئ نهم، قنّاص دقيق للكتب، يقتفي أثر المعنى في العتمة، وينسج من كل قراءاته نسيجًا كتابيًا مركّبًا، مفعمًا بالتجريب والتكثيف والانحياز للمفارق وغير المتوقع.
ليس الغرباوي من الكتّاب الذين يبحثون عن ضوء خارجي لشرعية أعمالهم. لا يأبه للأضواء ويتأفف منها. بسيط كالماء، حاد كالسكين. يكتب كما يتنفس، كما يقرأ، كما يتأمل، كما يحفر أنفاقا سرية في الجدران المتحركة لعقله الأدبي. كل نص جديد اختبار لفكرة ما، قد تكون تأملية أو جمالية أو حتى سياسية أحيانا. ولهذا يحق عليه القول إنه مواطن يقظ في "الجمهورية الديمقراطية للأدب المختلف".
كما يحق عليه القول إنه كائن "يدائي" خارج خطوط الطول والعرض. كاتب أكثر رحابة من الخرائط، وأكثر اتساعا من نظرية الأجناس الأدبية.
حين نتتبع مسار عبد الحميد الغرباوي، منذ السبعينيات ، ندرك أننا أمام تجربة اتساعية غير مطمئنة، لأنها تتوالد باستمرار، دائمة الوثب نحو هذا الأفق أو ذاك، كأنه في نزال مع كتيبة ظلال، يصارعها بعرق دماغه وأنفاس مكابداته اليومية مع المعنى منذ السبعينيات، لكن ظلّ الغرباوي يشتغل بهدوء على معمار سردي خاص، بعيدًا عن الضجيج، متسلّحًا بلغته الشاعرية، ونَفَسه التأملي، وانشغاله بالإنسان في مآزقه الوجودية واليومية. ومع ذلك، فهو لا يكتب عن الحياة، بل يكتب من داخلها، بلغة تتراوح بين السرد والتأمل، وتذهب إلى الأقصى في تفكيك التجربة الإنسانية، خصوصًا حين تكون محفوفة بالهشاشة، الفقد، العزلة، والانتظار.
في قصصه، بل في كل كتاباته، يحضر الزمن الوجودي بشكل مكثف، حيث تبدو الشخصيات في صراع مع الماضي، أو عالقة في ذاكرة مشروخة. لا يسعى إلى سرد الحكاية، بل إلى استدعاء أصدائها، كأن القص يشتغل على "الأثر" لا على "الجرح"، على "الطرس" لا على الأصل، على "الصدى" لا على الصوت، على ما تبقّى لا على ما كان.
في كتاباته، هناك ميل واضح إلى السرد الأمثولي، ويصل به الأمر أحيانًا إلى حد التخييل الذهني أو الاستعارة الكلية. إذ أن كثيرا من قصصه يمكن قراءتها باعتبارها أمثولات وجودية، أو تأملات فلسفية متخفية في شكل حكايات. بل إنه أحيانًا يُدخل الكاتب نفسه في الحكاية، أو يعلّق على فعل الكتابة، بما يمنح كتاباته بعدًا ميتاسرديًا.
إن عالم عبد الحميد الغرباوي الأدبي، ونظرا لاتساع أشكال التعبير التي يطرقها، ليس عالماً حكاياتيًا، بل هو فسيفساء من التأملات والإنصات الداخلي والكتابة عن الكينونة. سرد يتحرّك في هامش الحياة، في ثغرات اللغة، وفي المنطقة الرمادية التي لا صوت لها. لهذا يستحق أن يُقرأ لا بوصفه جزءا من تاريخ القصة المغربية فقط، بل بوصفه صوتا خاصا يشتغل بفأس الحرفي المهتم بسبر الأعماق.
معنى هذا الكلام، أن الغرباوي، لا يشتغل ضمن الأجناس الأدبية بمنطق الـ"إيكاروس" الذي تحترق أجنحته بمجرد الاقتراب من الشمس، بل بمنطق الـ"آيرومان" الذي يحلق في عمق الأسئلة الحارقة. ولهذا يتبنى سردًا قائمًا على تفكيك البنية الخطية للحكي، والانفتاح على الكسر الزمني، وعلى تأزيم اللغة التي تتحول إلى كائن حي ينبض بما هو غير مرئي.
لا تحضر العقدة/الحل/النهاية كما في البناء التقليدي، بل هناك شظايا دلالية، ومقاطع شعرية، ومونولوجات، وتخييل ذاتي وميثاسرد واشتباك مع المرجعيات الثقافية الكبرى..
أما القاص والكاتب الفذ أنيس الرافعي، فقد قدم شهادة تحت عنوان: عبد الحميد الغرباوي: نسر الكتابة الأيقوني.
يحكي الأديب والناقد أنيس الرافعي، عن علاقته بالمحتفى به، الذي تجمع بين علاقته "الدرب" و"الحوار"، حيث قال: بينما نحن في غمرة تذوق الوليمة المستطابة، و شدة تجاذب أطراف الحديث عن شعرية النهايات التراجيدية ذات الطابع الوجودي الموجع ، على الأخص انطلاقا من فيلم " أنشودة نارايما" ( 1983) للمخرج الياباني شوهيه إيمامورا ، و كذا من خلال أمثلة أخرى دالة و بليغة من قبيل ؛ مقبرة الفيلة الشائخة ، و أبراج الصمت في الديانة الزاردشتية ...، وعن ممارسات " الأوباسوت " ، التي تعني في ثقافات الشرق الأقصى أو في مرجعيات عالم الحيوان ؛ التخلي عن كبار السن في وديان الموت القصية و القاسية ، ساق لنا الأستاذ الأديب عبد الحميد الغرباوي ، بذاكرته النشيطة و فراسته النبيهة ، مثال ؛ النسر الهرم ، ذاك الذي قرأت عنه على الشبكة العنكبوتية بأنه حينما يصل إلى مشارف الحلقة الخامسة من عمره ...
يبدأ في استشعار ثقل ريشه ، وضعف منقاره ، فيعمد حينها إلى ملازمة عشه ملازمة المعتل لسرير مرضه ، ثم يعكف على نتف ريشه ، و ضرب منقاره بأقرب الصخور الصماء إليه ، إلى أن ينتهي به المطاف لتحطيمه.
ويضيف أنيس الرافعي، أن معلومات العالم الأزرق تصيب حتما النسور بألم بالغ.
إذ بعد خمسة أشهر تقريبا ، يعود منقار النسور للنمو مرة أخرى، و يتكون الريش فوق الهيكل ، و يستعيد الطائر الجارح قدرته الغريزية على التحليق .
فعبد الحميد الغرباوي بالنسبة إليه، نسر السرد المغربي الذي لايستسلم للفناء أو النسيان . نسر القاص المجري أشتفان أوركين الطاعن في الخلود و الجبروت ، الذي حتى بعد انطفاء أنفاسه في الأعالي المتجمدة ، تهابه الأرانب و الضواري المرتعبة .
نسر الكتابة الأيقوني ، الذي رسخ هيئته و هيبته من خلال أناقتة اللافتة و شعره الطويل المتطاير مع الخيلاء حد الفخر ؛ ذاك الذي وطد مقامه من خلال جلساته المجلجلة بمقهى موريتانيا ، و ثبت مكانته من خلال جولاته المتكررة بمكتبات الأحباس ؛ من جذر موقعه من خلال مساهماته الوازنة في العمل الإعلامي الثقافي الوطني ، ومتَّن وجوده من خلال إصداراته المتتالية كنهر سخي المنابع في مختلف الأنواع و الأجناس و السجلات قصة و رواية و معجما و لغة و ترجمة ، و كذا من خلال مساجلاته و معاركه الثقافية المثيرة للنقع و الجدل و الطرافة .
الأستاذ الأديب عبد الحميد الغرباوي شاطىء أدبي رحب ينبسط على مد النظر ، في رماله النظيفة أحجار كريمة شتى و لا حصر لها.
فقم أيها المقبل على أعماله بجولتك على رسلك والتقط منها الدرر والجواهر.
وكانت شهادة الروائي والشاعر والإعلامي، خالد أخازي قراءة نقدية بعنوان:" سيدة الصمت النبيل" للأديب عبد الحميدالغرباوي: منجز سردي يتجاوز حدود السرد... الصمت الذي يصنع الصخب". جاء فيها: "سيدة الصمت النبيل" ليست مجرد عمل سردي بل تجربة أدبية معقدة تنتمي إلى فضاء النص المفتوح، حيث تتلاشى الحدود التقليدية بين السرد واللغة، بين القصة والتأمل، لتصير اللغة ذاتها حاملة لمعانٍ متراكبة، وأجناس أدبية مختلطة تُعيد تعريف الشكل الروائي في أصله.
يبدأ الأديب الغرباوي عمله بصمت ثقيل يدين بجمالياته المبدع وليس بخطاب السياسي، الصمت ليس مجرد غياب للكلام بل حضور مشحون بالمعنى، الصمت الذي هو في جوهره إدانة صامتة للمجتمع الثقافي الذي يخون المبدع، يكسر كبريائه، ويعزله في صمت خانق. الصمت هنا رمزية لا تفقد بعدًا إنسانيًا عميقًا، فهو صمت المنتصر الذي يُجبر القارئ على تأمل الغياب المعنوي والرمزي للمبدع في فضاء ثقافي عاجز عن الاعتراف والاحتضان.
هذه التيمة المركزية تتكرر وتتعمق عبر صفحات النص، حيث ينفتح الصمت على سؤال الإدانة الحادة للمجتمع، ذلك الذي يعجز عن رعاية ثقافة حقيقية، وينزلق في متاهات النفاق والتجاهل. ما يميز هذا الصمت في النص أنه ليس استسلامًا، بل هو رفض هادئ، إصرار على الاعتراف من داخل الصمت نفسه.
العمل يعيد النظر في النمط السردي التقليدي، حيث لا يمكن تصنيفه كرواية أو قصة قصيرة أو تأمل نثري فقط. بل هو عمل متداخل الأجناس، يتماهى فيه السرد مع الشاعرية، ويتحرر الخطاب من قيود النمطية والتكرار. لغة الغرباوي هنا ليست ناقلًا فقط، بل فاعلًا، تبني عوالم متشعبة، وتخلق حالة تأملية تذوب فيها الحدود بين الراوي والقارئ، بين المتلقي والمُبدع.
التجريب هنا ليس من أجل الاختلاف بحد ذاته، بل هو تأسيس.... أحيانًا الهويات النصية قاتلة وتقص جناح الخيال...لهذا تبنى استراتيجية من أجل تحرير النص، ومنح السرد قدرة على التعبير عن تعقيدات المأزق الثقافي والإنساني الذي يعيش فيه المبدع العربي. هذه الحرية السردية تسمح للغة بالتنقل بين المشاهد والأفكار والذكريات، فتجعل من "سيدة الصمت النبيل" تجربة قرائية غير تقليدية، تتطلب يقظة وتمعنًا مستمرًا.في
وشهادة حبشي عبد العزيز أمزيان: كانت آخر شهادة في هذا المحفل، الذي أشاد هو الآخر بموسوعية الحتفى به، وبإنسانيته اللامتناهية وبشعبيته وتواضعه رغم ما يكتنزه من معرفة ودربة في هذه الحياة
أنهى المسير هذا العرس المفعم بالروح الإنسانية والتعاطف والتلاحم الفكري والشخوص والوازن لضيفنا المكرم، عبد الحميد الغرباوي وأصدقائه الذين قدموا شهادات أدبية بلغة رصينة وشيقة، سافرت بالحضور إلى سحر وجمال الأدب والتأدب بالأدب معا.
- الجمعة 4 يوليوز2025
شهد وم الجمعة 4 يوليوز2025 تقديم وتوقيع ثلاثة من الإصدارات الحديثة، للكاتبة سلمى براهمة و الكاتبة زهرة الغلبي وكاتب الحسن أيت بيهي.
- الجلسة الأولى: كتاب"مختارات من الأدب العربي نصوص للناطقين بغير العربية " لزهرة الغلبي
تقديم كتاب"مختارات من الأدب العربي نصوص للناطقين بغير العربية " لزهرة الغلبي وهو كتاب تربوي تعلمي يهدف إلى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، قد سيرت هذه الندوة الأستاذة والناقدة سلمى براهمة، بعد الترحيب بالحضور وجهت الكلمة لكاتبة زهرة الغلبي، التي نوهت بدورها إلى أهمية هذا اللقاء الثقافي، كماقامت بتقريب الحضور من ظروف تأليف العمل، وأيضا إلى المنهجية التي اتبعتها لتأليفه، بالإضافة الى المختارات من النصوص الأدبية التي جعلتها مادة تدريسية للطلاب الصينين، قد درس كاتبها بجامعة المعلمين لصين الشعبية، حيث لقي ترحيبا من المعلمين والمتعلمين. بعد أن أنهت كلمتها التقديمة لعملها الأدبي، تناولت الكلمة مسيرة الجلسة سلمى براهمة التي عرفت بالكاتبة زهرة الغلبي و أعطت نبدة عن مسارها التعليمي بالمغرب وأنها حاصلة على دكتوراه في التواصل و درست بالصين، ثم حاليا بالمغرب بكلية الفنون بالجامعة الحسن الأول بالسطات، كما ألفت الكاتبة هذا الكتاب بمعية كاتب صيني الذي سمى نفسه ( صلاح حبيب الله) وفي إطار تعريفها بهذا العمل، ذكرت الناقدة سلمى براهمة أن الكتاب غايته تعلمية تربوية، فهو تمرة لتجربة ميدانية، لكون صاحبته أبدت مسؤولية تجاه اختيارها لمجموعة من المختارات سواء من الشعر أو القصة أو غيرها من أنواع الأدبية الأخرى العربية.وكانت هذه النصوص بمثابة تعريف باللغة وبالثقافة العربية عموما، و إرتأت زهرة الغلبي رفقة الكاتب الصيني تقديم هذا العمل للمبتدئين في تعلم اللغة العربية.وفي إعتقاد الناقدة سلمى براهمة أن هذا العمل يصلح حتى لغير المبتدئين في تعلم اللغة العربية،أكدت الناقدة أن زهرة الغلبي نجحت في اختيارها لنصوص الأدبية وذلك لكونها درستها لمدة سنتين لطلبتها بالصين وتفاعلوا معها.
وبهذا تعرفت عن ماهي الصورة التي نقلتها عن العرب من خلال تدريس إبداعاتهم الأدبية، كما أشارت الناقدة أن معضم الطلابة الذين تعلموا العربية من خلال هذا الكتاب توفقوا في إتقانهم اللغة العربية ونجاحهم في مباريات متعلقة بها، سلطت الناقدة الضوء على تقسيم الذي بدوره يهدف إلى التعريف بالأدب العربي بدءا من العصر الجاهلي مرورا بعصر صدر الإسلام و بالعصر الأموي ثم العباسي وفترة المماليك ثم عصر النهضة، حيث أن زهرة الغلبي كانت وفية لتقسيم المدرسي، وكانت في كل لفترة زمنية تختار نصوصا قوية على المستوى الإبداعي، فمثلا في الفترة العباسية يتعرف الطالب الصيني على أبي تمام وعلى المتنبي، وهذان الشاعران من أهم شعراء تلك الفترة، كما ضمنت الكاتبة نصوصا من وصايا القرآن الكريم ليتعرف عليها الطالب بشكل تعليمي، من خلال تركيزها على تسليط الضوء على مجموعة من قيم الأخلاقية التي تعرف بشخصية العربي المسلم المتسامح و المنفتح، وبوصلها إلى الفترة الحديثة من نهاية عصر النهضة إلى الآن إختارت لهذه الفترة جنسين الشعر والقصة, واختارت في القصة الأعمال القصيصة ليوسف إدريس ومحمد تيمور وبالنسبة لشعر أدونيس ونزار قباني.
ومن أسئلة التي وجهتها الناقدة سلمى براهمة للكاتبة زهرة الغلبي لماذا إختارت نزار قباني وماالذي تحكم في اختيار هؤلاء المبدعين دون غيرهم، وكاقترحات لماذا لم تختر نازك الملائكة، كانت إجابة الكاتبة حول هذا التساؤل كونها تريد أن تسلط الضوء على الصورة العربي العاشق، أن سبب اختيارها لبعض النصوص أوبعض القصائد كونها أكثر إحائية وتميلية وهناك بعض القصائد تغنى.
وفي أخر ورقتها النقدية ختمت الناقدة سلمى براهمة ببعض الاقتراحات التي قد تكون أكثر تمليثة للثقافة العربية وللغة العربية, في ختام هذه الجلسة فتح باب النقاش لمناقشة أهم ماجاء فيها من أفكار حول الكتاب، كما تفاعل الحضور بطرح مجموعة من أسئلة التي من شأنها أن تفتح أفاق في لقاءات وإصدرات جديدة للكاتبة زهرة الغلبي.
الجلسة الثانية: تقديم وتوقيع كتاب"أسئلة الذات وتحولات الكتابة في الرواية المغربية المعاصرة" لسلمى براهمة.
ترأس هذه الجلسة الأستاذ يونس الإدريسي، الذي استهل كلمته بتقديم الشكر للذين ساهموا في تنظيم هذه اللقاءات الثقافية وعلى تنظيم هذا المعرض و إحيائه من جديد وخص بالشكر نادي القلم المغربي.
وجعل من هذه الجلسة حوارا مع الناقدة سلمى براهمة حول كتابها، وبعد ذلك أعطى نبدة تعريفة عن الأستاذة التي حصلت على شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث سنة 2017 كما أنها أستاذة لتعليم الثانوي التأهيلي وقد تكون على يدها الكتير من التلاميذ، و لها مجموعة من الكتب والدراسات النقدية، بعد تعريف بالاستاذة والناقدة سلمى براهمة، يأتي التطرق إلى أهم النقاط التي سلطت عليها الناقدة الضوء في عملها.
لقد اهتمت بالهوية والذات كما اشتغلت بمنهجية تحليلية تنبني على إعادة بناء العلاقة بين الناقد و النص و ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول: الفصل الأول الذي جاء بعنوان: سنوات الرصاص مادة للتخليل والذي قسمته إلى ثلاثة محاور الأول تناولت فيه من ظالم السجن إلى ضوء الحكاية في " غرب المتوسط" والثاني الحكي استعادة للذات والكتابة مقاومة ثقافية في" مسارات حادة جدا" والثالث تناولت فيه حفريات سنوات الرصاص و مسار التحول والانقراض في "خيط الروح". أما الفصل الثاني فجاء بعنوان التصدع واللاقين استراتجية لبناء النص الروائي تتضمن هذا الفصل بدوره ثلاثة محاور الأول جاء بعنوان "مجازفات البيزنطي" سيرة الخيبة والخدلان والمحور الثاني جاء بعنوان السرد المخاتل للموت في " ليلة واحدة" والثالث بعنوان رحلة الحكاية رحلة اللايقين في "سيدة العتمات، أما الفصل الثالث فجاء تحت عنوان انفتاح النص الروائي يدعم أطروحته جاء هذا الفصل مقسم إلى محورين اثنين الأول عن التخييلي والتاريخي في رواية" المغاربة" والثاني عن " القمر الأخير": بين تعدد المرجعيات وأحادية الرسالة، أما الفصلب الرابع والأخير فجاء بعنوان الذات الأنتواية والصوت المستعاد قسمته الناقدة بدوره إلى محورين الأول بعنوان الذات الأنثوية في " الخالة أم هاني": بين الانفلات والاغتراب والمحور الثاني بعنوان "حكاية وباء". وفي كل فصل عالجت فيه الناقدة مفهوما من المفاهيم الحليلية التي حولت من خلالها رصد البنية السردية المغربية، من خلال المناهج التي تدرس بها النصوص حيث توظف المنهج السميائي والتأويلي من خلال استدعاء الهامش والمسكوت عنه، وانطلق مسير الجلسة يونس الإدريسي من هذا الموضوع إلى طرح سؤال حول سياق الدراسة ونوعية النصوص التي يتم إختارها.
وأجابت الناقدة عن هذا التساؤل من خلال أن الكتاب يعبر عن مرحلة معينة من تجربة الأستاذة في تعلم ، وذلك بتتبعها مسار المنجز الروائي مند فترة التجريد إلى الآن. وفي تساؤل أخر حول ماهي الخصائص الفنية التي يتصف بها المتن الروائي المغربي؟ وكانت إجابة التاقدة عن هذا التساؤل بكون الرواية فرضت نفسها بقوة في العصور الأخيرة وذلك من خلال التراكم الروائي المغربي، وفي تساؤل جول ماهي القضايا التي اهتمت بها النصوص المغربية؟ وهل كان هناك اهتمام بالواقع؟ وفي إجابة الناقدة عن هذا التساؤل أجابت على كون أن الرواية المغربية أصبحت لها صبغة محلية، إذ أصبحت تعيد إستعادة الذاكرة ونبش في التاريخي ومحاكاته. وختم مسير الجلسة يونس الإدريسي بفتح باب النقاش حول ما طرح من أفكار حول الكتاب النقدي لسلمى براهمة وتم أيضا توقيع الكتاب.
الجلسة الثالثة: تقديم وتوقيع كتاب كورونا ...ليالي الحجر الصحي" سيرة روائية للتذكر عندما ينسى الجميع" للكاتب والصحفي الحسن أيت بيهي.
استهلت مسيرة الجلسة الطالبة الباحثة لطيفة حدوش اللقاء بشكر كل المساهمين في عقد مثل هذه اللقاءات الثقافية, ثم بعد ذلك قام بتقديم نبدة عن الكاتب وأهم الأعمال أصدرها، مبينة مساره الصحفي والإعلامي بعدة جرائد من بينها جريدة "الأيام الأسبوعية" وعمل في عدة منابر إعلامية داخل المغرب وخارجه من بينها بإذاعة قطرية ومجلة روتانا، حاصل على مجموعة من الجوائز من بينها أفضل تغطية الصيف بالإبل القاليل2014 و 2015و 2017، حائزعلى جائزة الكبرى لصحافة المكتوبة سنة 2023. وبعد الترحيب بالكاتب الحسن أيت بيهي، تناول الكاتب الكلمة حيث عبربدوره عن شكره وإمتنانه لنادي القلم على حسن الاستضافة، كما تحدث عن روايته التي عقدت من أجلها الجلسة، ذكر أنها تقدم نظرة شاملة على الحياة خلال الحجر الصحي مع تفاعل الشخصيات الرئسية مع الأحداث وتعبيرهاعن آرائها، حيث يقدم الحسن بأيت بيهي تفسيراته لانتشار فيروس كورونا وفرض الحجر الصحي، ممتبعا ردود فعل شخوصه، كما ذكر في تقديمه لسيرتة الروائية رحلته مع الحجر الصحي مشاركا التجارب اليومية والحورات والتفاعلات مع العالم الخارجي، خلص في خاتم حديته عن هذا عمل إلى كونه يمزج بين الواقيعية والخييل.
اختتمت الجلسة بتفاعل ونقاش مفتوح بين الكاتب والحاضرين و توقيع بعض النسخ من الكتاب.