درك الجديدة يجهض عمليتين لتهريب المخدرات والبشر على امتداد الساحل

Last Update :
 درك الجديدة يجهض عمليتين لتهريب المخدرات والبشر على امتداد الساحل
مولاي عبد الله الفيلالي

لم تكن أمواج سيدي موسى في تلك الليلة كسائر ليالي الصيف… كانت تترقّب، بصمتها المهيب، وقعَ الخطى الخفية لشبكة إجرامية ظنّت أن البحر حليفٌ مطيع. لكنّ البحر، هذه المرة، انحاز للدرك.

ففي الساعات الأولى من فجر الخميس 10 يوليوز 2025، وعلى إيقاع رياح بحرية خفيفة، باغتت عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية بالجديدة شبكةً متورطة في محاولة تهريب دولي للمخدرات عبر شاطئ سيدي موسى، بجماعة أولاد غانم.

العملية، التي نفّذت بدقة واحترافية عالية، أفضت إلى حجز زورق مطاطي قوي المحرك، محمّل برزم كبيرة من مخدر الشيرا، كانت معدّة للعبور الليلي نحو الضفة الأخرى من المتوسط.

غير أن المشهد لم ينتهِ عند هذا الحد. فعقب الضبط، انطلقت عملية تمشيط واسعة النطاق، سخّرت لها الفرق الأمنية طائرات درون للرؤية الليلية، ووحدات الكلاب المدرّبة، لتغدو الرمال والأجمات شاهدة على مطاردة خاطفة انتهت بتوقيف عدد من عناصر الشبكة، وحجز معدات إضافية تستعمل في تهريب المخدرات.

في الأثناء، وعلى بُعد أكثر من 100 كيلومتر شمالًا، وتحديدًا قبالة سواحل مهارزة الساحل، تصدّت دورية أخرى لمحاولة هجرة سرّية عبر البحر، حيث تم توقيف قاربٍ كان يقل مرشحين للهجرة ومنظّمي العملية، في مشهد يعيد طرح السؤال المزمن: متى يكفّ البحر عن أن يكون معبرًا للهروب وخطًّا للتيه؟

وتُعدّ العمليتان ثمرة تنسيق أمني محكم وجهود ميدانية متواصلة، تُوظف فيها وسائل تقنية متطوّرة وخبرة بشرية متيقظة، في مواجهة شبكات عابرة للحدود تتربص بالسواحل، وتراهن على الظلام والمجازفة.

لكن في ساحل الجديدة، لم يعد الليل درعًا للجريمة. فقد صار مضاءً بعين لا تنام، ومحمياً بذراع لا ترتجف.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept