لسنا هنا نتطلع لفحص طبي، أو دواء يبدد الوجع... نحن هنا أمام مشهد يهين كرامتنا الجماعية، وينزف جرحا، لن يلتئم حتى يرفع العلم....فالمركز الصحي بجماعة ريما أبى إلا أن يحتفل بالعلم الوطني… على طريقته...عار عليكم
في مشهدٍ يختصر العبث التسييري المحلي في بعض مؤسساتنا، قرر المركز الصحي بجماعة ريما ضواحي سطات أن يحتفي بالعلم الوطني بطريقتها الخاصة:
علمٌ بال ممزق، باهت اللون.. بيدو عليلا، يتوجع بخجل على سارية مائلة، فوق مبنى... لم يمنح للعلم الوطني الصحة... فما بالك بالمواطنين.
لافتة “المركز الصحي” (التي فقدت نصف حروفها كما فقدت نصف هيبتها) تُخبر الزائر أن هنا مؤسسة رسمية، بينما أبوابها الحديدية الصدئة تقول لك ببلاغة ساخرة:
“ارجع من حيث أتيت، فنحن في عطلة دائمة”. وحتى قنينات الماء البلاستيكية عند المدخل تُوحي بأن آخر نشاط شهدته هذه المؤسسة كان حفلة رواء لعطش عابر.
السلطات المحلية تبدو وكأنها اختارت مشاهدة المشهد من بعيد، ربما ترى ما لا نرى... فالعلم الوطني، وهو رمز سيادة دولة عمرها قرون، يتحوّل في هذه الصورة إلى مجرد شاهد على موت الضمير الإداري، في زمنٍ نرفع فيه شعار “ربط المسؤولية بالمحاسبة”.
قد يقول قائل: “يا أخي، ربما الرياح أسقطت العلم أو الشمس أكلت لونه!”، لكن الرياح والشمس بريئتان من تهمة الإهانة المتعمدة لرمز الوطن.
الإهمال وحده هو المتهم، والإهمال ليس طقسًا طبيعيًا بل سياسة مُعتمدة عنوانها: “دع الأشياء تتدبر أمرها بنفسها”.
ويبقى السؤال الأخير الذي يجب أن يُطرح على المسؤولين عن هذا المشهد الكاريكاتوري:
إذا كان العلم الوطني – بكل رمزيته – لا يجد من يحميه في جماعة ريما، فماذا عن صحة المواطن البسيط؟



