في مساء الخميس 21 غشت 2025، شهدت مدينة إيموزار لحظة مأساوية، حيث سقط أحد رجال الأمن الوطني مدافعًا عن النظام والسلام، ضحية اعتداء غادر بالسلاح الأبيض من طرف شخص ظاهر عليه اضطراب نفسي شديد.
المعتدي، البالغ من العمر 63 عامًا ويعاني سابقًا من اضطرابات نفسية، باغت الشرطي المكلف بتنظيم حركة المرور في إحدى نقط المدارات الطرقية، في اعتداء مباغت بلا دوافع واضحة، خلف جرحًا عميقًا لا يندمل في قلب الأسرة الأمنية والوطنية.
بسرعة ودقة، تصدت عناصر الشرطة للحادث، حيث أوقفت المشتبه فيه في عين المكان وحجزت السلاح المستخدم في الجريمة، إذ حالته كانت مصدر خطر محذق في الشارع العام.
وفي السياق ذاته انطلقت آليات البحث القضائي تحت إشراف النيابة العامة، سعياً لكشف ملابسات هذا الحدث العنيف بكل تفاصيله.
هذا الشرطي الذي وُصف بأنه شهيد الواجب، لم يكن مجرد موظف، بل كان رمزًا للعطاء والتفاني، يجسد صورة الرجال الذين يواجهون خطراً يهدد أمن الجميع بلا تردد. إيماناً بهذا التضحيات الجامعة، قرر المدير العام للأمن الوطني منحه الترقية الاستثنائية إلى رتبة ضابط، كما أمر بتقديم أقصى درجات الدعم والرعاية لأسرته عبر مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية ومختلف الأجهزة الأمنية.
اليوم، لا نستحضر فقط مأساة فقدان إنسان، بل نؤكد على قيم التضامن، والحماية، ودعم كل من يختارون درب الأمن واجباً وشرفاً. رحل شهيدنا، لكن طريقه يضيء لنا بجميل إرثه، والدعوة قائمة أمام الجميع لتعزيز وسائل الحماية والرعاية النفسية لكل فئات المجتمع، خصوصاً الذين يعانون هشاشة نفسية قد تتحول إلى خطر ما لم ننتبه لها معا.
دماؤه الطاهرة عزاؤنا، وتضحيات رجال الأمن شعلة لا تنطفئ في وجه كل تهديد، مؤكدين أن الوطن لا ينسى أهل الوفاء والرباط.
