في واقعة مؤلمة، توفيت رضيعة خديج كانت في حاجة ماسة إلى حاضنة إنعاش (couveuse)، بعدما عجزت أسرتها عن العثور على سرير إنعاش اصطناعي في المستشفيات العمومية وخصوصا بمستشفى الأطفال الهروسي حيث ودعت الحياة، وسط صمت يكشف حجم الأزمة التي تخنق المنظومة الصحية.
الرضيعة، التي ولدت قبل استكمال تسعة أشهر، دخلت في صراع غير متكافئ مع الموت. وبينما كانت أسرتها تتنقل بيأس بحثا عن فرصة لإنقاذها، كانت الإجابات تتكرر بنفس القسوة: "مكاينش بلاصة". أما القطاع الخاص، فقد ظل عصيًا على الاقتراب بسبب كلفته التي لا تطاق.
الصحفي المهني وخبير الشأن المحلي، الذي نقل تفاصيل المأساة في تدوينة على صفحته، اعتبر أن هذه الوفاة ليست استثناء، بل نتيجة مباشرة لـغياب إرادة سياسية حقيقية لضمان الحق في الحياة، مشددا على أن حضانات الإنعاش المتوفرة على الصعيد الوطني لا تكفي لإنقاذ مئات الأطفال الخدج الذين يولدون كل عام.
صرخة تتجاوز الفاجعة الفردية
"أطفالنا الخدج يموتون بصمت لأن حضانات الإنعاش غير متوفرة. تخيلوا أن ثمن تجهيز عشرة منها أقل من سيارة فارهة لمسؤول، ومع ذلك يموت أطفالنا لأنهم لم يجدوا آلة تنقذ حياتهم"، تذكروا مت كتب الصحفي بمرارة قبل أيام وهو يبحث لها عن حاضنة خدج. فهل تقاس كما قال حياة المواليد الجدد بميزان المشاريع الإسمنتية والاحتفالات الرسمية، بينما يُترك الأضعف لرحمة القدر؟
مساءلة الدولة والحق في الحياة
القضية تتجاوز الجانب الطبي إلى جوهر الحق الدستوري والكوني في الحياة، إذ يجد المواطن البسيط نفسه وحيدا أمام موت يمكن تفاديه بأجهزة لا تتجاوز كلفتها جزءًا يسيرا من الإنفاق العمومي الموجه لقطاعات أقل أولوية.
وفاة الرضيعة تحولت إلى صرخة حقوقية تحمل الحكومة مسؤولية حماية الفئات الأكثر هشاشة، وتدعو إلى وقف نزيف الخدج الذين يُفقدون يوميًا في صمت، فقط لأنهم لم يجدوا حاضنة تنقذ حياتهم.