لا عليك يا حنان رحاب… أنت منيعة بما يكفي ضد القتل المعنوي

Last Update :
لا عليك يا حنان رحاب… أنت منيعة بما يكفي ضد القتل المعنوي
خالد أخازي

لا عليك يا حنان...رحاب... التي لا نخاف عليها... فهي ممنعة ضد الإشاعة بما يكفي من جرأة الموقف، وشجاعة المواجهة... هي على كل حال تربية الاتحاد الاشتراكي... وتدرجت في منظماته... من شبيبة إلى قيادة للمنظمة النسائية، هي تجيد الصراع مع الظلام بالأمل، ومواجهة الخديعة بالفضيلة، ودائما... كان تخرج من حرب الإشاعات أكثر قوة...


كثيرا ما تبتسم في وجه " التشهير" والإشاعة، وتصحو باكرا في مهمة تنظيمية، وتترك وراءها قتلة الآمال المأجوريين يعضون أصابعهم...

نعم يا ابنة الشعب...
يا من خرجت من رحم المعاناة والعمل السياسي والمدني لتكتبي بالحبر والوجع سيرة النضال الجميل... لتكوني أيقونة المرأة المناضلة...
هل يحاربون المرأة التي كان لها الجرأة لتختلف... لتقول لي رأي آخر... لي صوت غير قابل للتدجين...؟
هل تحارب لأنها هدت أساطير الذكورة المزيفة، بفعل نسائي عصامي...؟
لا عليك... ياحنان رحاب...
كلنا نعرف... أن للنجاح ثمنا... مزيدا من الأعداء، والخصوم في الخفاء...
نعلم... أنك منذ اخترت صفك خارج فولكور التصفيق... سيوجهون مدفعية الخبث جهتك...
ما ينسج في الخفاء... ليس جديدا... فهذا أسلوب الجبناء حتى في جبة الحكماء...
لا يملكون ذريعة للحصار، يختارون أخبث سلاح....بالإشاعة أرادوا نحرك علنيا..
ولأنك ألفت مواجهة الجبناء... لن يصدقهم أحدا... ولو لم تتكلمي..
فالذي يعجز عن مجادلة الفكر والمواقف بالفكر يختبئ خلف الوهم واختلاق الأزمات والإشاعة.
ما سمي إحالة على لجنة الأخلاق ليس سوى ظلال من دخان... ورد فعل جبانة...
يعاد تدوير الإشاعة في غرف مظلمة... ويختار حتى الكاميكاز لأداء مهمة خطط لها في مطبخ الغبن والخذلان...بألسنة تعرف كيف تزرع الشك وتقوي الغموض...بخبر مزيف... يريدونه مقدمة للإعدام، فليهيئوا القتيل ليأتي ميتا بلا مقاومة...
لكن لغة ركيكة لا تشبه لغة المؤسسات... دبجت بها العلل... ليقال إنها الحقيقة...
ومن يصدق عبارة "ماسة" كتعليل رسمي؟
إنها كلمة باردة لا حياة فيها
كأنها خرجت من حانة مظلمة
والنقابة التي كان يفترض أن تكون البيت...صمتت
كأنها تراقب المشهد باستمتاع خفي...
كأنها تجد في القتل سادية منفلتة العقال
وفي الإشاعة ترويض لجبهة مضادة..
أية نقابة هذه التي تتفرج على واحدة من بناتها تُجلد بالإشاعة
ولا تنبس بكلمة نفي
أي صمت هذا الذي يشبه التواطؤ أكثر مما يشبه الحياد
إنهم لا يعاقبونك بالصمت يا حنان لأنك لأخطأت...بل لأنك فكرت
لأنك قلت لا حين كان الجميع يهزون رؤوسهم بالموافقة...
لأنك اخترت أن تكوني حرة في زمن القطيع...
يريدون أصواتا بلا روح
أقلاما بلا موقف
وجوهًا بلا ذاكرة
لكنهم نسوا أن من يكتب بالحبر الحقيقي...لا يُمحى
هذه ليست حادثة عابرة
إنها خطة محكمة للقتل الرمزي
تبدأ بالإشاعة
ثم بالصمت
ثم بالتكرار حتى يصدقها الناس...
يختبئون خلف شعارات النضال
ويطلقون رصاصهم باسم المؤسسات...وما هي إلا محاولة لإسكات المختلف... الآخر... الذي ليس معنا...
ولجعل الخوف قانونا...
غادر مجاهد النقابة... ألم يكن علينا أن نسأل...من يدفع رموزها إلى الرحيل؟
مرة بالإشاعة
ومرة بالتشويه
ومرة بالاستثمار في الأزمات...؟
هل هناك من يخشى حضور القامات الحرة؟
هل يريدون بيتا بلا أصوات عالية؟
لكنهم لن ينجحوا
فحنان رحاب ليست مجرد اسم
هي ذاكرة إعلامية...
وصوت جمعي لم ينكسر
هي من تعرف أن العتمة مهما امتدت
فالصباح سيأتي
وأن الصمت الرسمي لن يخنق الحقيقة
لأن الحقيقة لا تموت
بل تنتظر لحظة عودتها
يا حنان رحاب
لا عليك...
فما يدار ضدك ليس سوى معركة صغيرة في حرب طويلة ضد الضمير
إنهم يكتبونك في خانة الخصوم
لكن التاريخ سيعيدك إلى مكانك الطبيعي... ابنة الشعب الحرة..
في الصف الأول من الكلمة الحرة
في الجانب المضيء من المهنة
لا عليك...
فالإشاعة تموت حين تواجهها بالصدق... وأنت منيعة على رصاص الغدر والخذلان...
الأكاذيب تذوب حين تبتسمين
والظلم لا يدوم
أما من يحرك خيوط المؤامرة في الخفاء...فسيتعلم يوما أن من يطعن الضوء...يحترق..
لن نصدقهم...
فاطمئني...

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Comments تعليق واحد
Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept