أعلنت التعاضدية العامة للتربية الوطنية بالمغرب عن توقيع اتفاقية شراكة مع مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، تهدف، حسب البلاغ الرسمي، إلى تمكين منخرطي التعاضدية وذوي حقوقهم من الاستفادة من كافة الخدمات الصحية والطبية التي تقدمها المستشفيات التابعة لمؤسسة محمد السادس، من بينها المستشفى الجامعي الدولي محمد السادس ببوسكورة، المستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة بالدار البيضاء، والمستشفى الجامعي الدولي محمد السادس بالرباط، إضافة إلى المستشفيات الجامعية القريبة..وتشمل الاتفاقية، وفق الإعلان الرسمي، عناصر عدة:
تطبيق التعريفة الوطنية المرجعية على كل الخدمات الطبية.
تبسيط إجراءات الولوج عبر شباك وحيد.
التكفل بالإجراءات الإدارية المتعلقة بطلب التحملات، والإعفاء من الأداء المسبق لبعض الفحوصات الطبية.
تقديم تعرفة تفضيلية لبعض الخدمات الطبية غير المدرجة ضمن التأمين الأساسي أو التكاملي.
خصومات تصل إلى 50% للمتقاعدين وذوي حقوقهم على الحصة المتبقية من الفاتورة.
برامج للكشف المبكر عن الأمراض.
كل هذه البنود تبدو، على الورق، واعدة ومشجعة للأسرة التعليمية، التي لطالما انتظرت تحسين جودة الخدمات الصحية والاجتماعية المقدمة لها.
لكن الوقائع والتجارب السابقة تفرض التساؤل: هل هذه الاتفاقية ستكون مختلفة عن سابقاتها، أم مجرد زفة إعلامية أخرى؟
فسبق للتعاضدية أن بشرت وطبلت لاتفاقيات مشابهة، لم تُترجم غالبًا إلى واقع ملموس على أرض الميدان، وغالبًا ما اكتفت بالإعلانات الصحفية والاحتفالات الرسمية، دون متابعة فعّالة لتنفيذها.
على خونا ميلاد معصيد، رئيس التعاضدية، أن يوضح للرأي العام ما آلت إليه الاتفاقيات السابقة: هل تم تفعيلها فعليًا؟ هل استفاد المنخرطون والمتقاعدون كما كان مُعلنًا؟ ما هي آلية التتبع والمحاسبة لضمان تطبيق هذه الشراكة الجديدة؟
الأسرة التعليمية، التي تحملت صعوبات كبيرة خلال السنوات الماضية، تنتظر نتائج ملموسة لا بيانات إعلامية براقة. فالنجاح الحقيقي لأي اتفاقية لا يقاس بالكلمات الرنانة في البلاغات الرسمية، بل بما يصل إلى المنخرطين على أرض الواقع من خدمات صحية واجتماعية حقيقية.
وإلى أن يتحقق ذلك، سيبقى السؤال قائمًا: هل نحن أمام أسطورة معصيدية جديدة بعد الجمع العام الشهي والسمين بأكادير، أم أن رئيس التعاضدية سيعيد النظر في مقاربته الاجتماعية ويطبق فعليًا ما يُعلن في الإعلام؟
ويبقى السؤال الموجع: هل فعلا رفضت الكنوبس مراجعة اتفاقية التعريفة المرجعية بعدما اتفق كل المتدخلين، السؤال... موجه لمعصيد... فهو رئيس مجلس إدارة كنوبس، وكان عليه التوضيح... لأن الأمر مخيب للآمال.



