الديستي ودرك سيدي بوزيد بالجديدة.. جبهة واحدة في مواجهة عواصف الجريمة

تنسيق أمني في مواجهة الجريمة العابرة

Last Update :
الديستي ودرك سيدي بوزيد بالجديدة.. جبهة واحدة في مواجهة عواصف الجريمة
مولاي عبد الله الفيلالي
في واجهة الحرب اليومية ضد الجريمة المنظمة والهجرة السرية على سواحل الجديدة، يبرز كل من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الديستي) ودرك سيدي بوزيد كجبهة أمنية متماسكة تبلي البلاء الحسن، معتمدة على مقاربة حديثة تجعل من الاستباقية واليقظة حجر الزاوية في حماية الشواطئ والساكنة.

خلال السنوات الأخيرة، انتقل درك سيدي بوزيد إلى تكتيكات ميدانية جد متطورة، تقوم على رصد دقيق لكل المتغيرات، وفي مقدمتها حالة البحر الجوية التي تحولت إلى مؤشر أساسي في قراءة المشهد الأمني.

هدوء البحر، الذي كان ينظر إليه سابقا كعلامة طمأنينة، صار في أعين رجال الدرك إيذانا محتملا بمرور عاصفة الجريمة، حيث تشير التجربة إلى أن شبكات الاتجار الدولي في المخدرات وعصابات الهجرة السرية تختار الليالي الهادئة والمياه المستقرة للتحرك نحو عرض البحر، مستغلة ما تتيحه شواطئ المنطقة من إغراء طبيعي ومسالك خفية.

هذا التحول في الفلسفة الأمنية ترافق مع انتشار ميداني كثيف جعل عبارة "درك لا يعرف النوم" جزءا من اللغة اليومية لسكان المنتجع. الدوريات الليلية لا تنقطع عن الشوارع والمنافذ المؤدية إلى الشاطئ، والحواجز الثابتة والمتحركة تعمل بلا كلل، في محاولة لقطع الطريق أمام أي محاولة لتهريب البشر أو المخدرات، وبناء حزام أمني يصعب اختراقه من قبل شبكات متربصة تبحث باستمرار عن الثغرات.

في الخلفية، يبرز الحضور القوي للديستي كقلب استخباراتي نابض يمد الوحدات الميدانية بالمعلومة الدقيقة في الوقت المناسب.

هذا الجهاز، الذي يصفه أحد قيدومي الأمن بالمدينة بأنه "جهاز دون ظل"، يشتغل في صمت، يتتبع خيوط الشبكات العابرة للحدود، يحلل تحركاتها وطرق عملها، ثم يغذي درك سيدي بوزيد وباقي الفرق الأمنية بمعطيات تتيح توجيه الضربات الاستباقية إلى الأهداف الأكثر خطورة وفاعلية.

النتيجة على الأرض كانت واضحة: العمليات الاستباقية المشتركة بين الديستي ودرك سيدي بوزيد أحبطت عددا كبيرا من المخططات الإجرامية قبل أن تصل إلى مرحلة التنفيذ الكامل. فقد تم حجز أطنان من المخدرات كانت في طريقها إلى التهريب الدولي، وتفكيك مسارات تنشط في تنظيم الهجرة السرية عبر قوارب الموت، إضافة إلى إجهاض محاولات متكررة لاستغلال شواطئ المنطقة كنقطة عبور نحو الضفة الأخرى.

اليوم، يقدم التناغم بين العيون الاستخباراتية الساهرة في الديستي والانتشار الميداني المتواصل لدرك سيدي بوزيد نموذجا لمنظومة أمنية قادرة على تحويل منطقة ساحلية حساسة من منفذ مفضل للجريمة العابرة للحدود إلى مجال مراقب بشكل لصيق، حيث باتت الاستباقية عنوان المرحلة، والأمن مسؤولية يومية تعاش على الأرض لا شعارا يرفع في المناسبات.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept