خالد أخازي
كثير من نساء ورجال الأمن ستتلاشى متاعبهم وذكريات السهر من أجل أمن وطن، وهم يتلقون خبر ترقيتهم التاريخية، كثير منهم سينسى ليالي المداومة الصعبة، شتاء وقيظا، والتكليفات للعمل في مناطق أخرى لتعزيز خطة أمنية، وساعات العمل ميدانيا في أصعب الظروف المناخية، بل كثير منهم سينسى نصب وتعب ليلة رأس سنة …كم كانت باردة، حارة عملا ويقظة، تعبأت لها كل فرق الأمن لتضمن الأمان، وتحافظ على الأرواح والممتلكات، في أجواء شتوية صعبة، لم يكن لهم فيهة من دفء غير وهج الواجب، ونار الوطنية، ودفء الاعتراف بترقية عقلنها حموشي وأنسنها، فلم تعد فضلا ولا منة بل حقا يقابلها واجب، ترقية تبدد التعب، وتزيد الحماس والعطاء والسخاء والتضحية من أجل وطن آمن مستقر.
هي ترقية تاريخية لنساء ورجال الأمن في المغرب، لا جدال في ذلك، كما ونوعا، ترقية أدخلت الفرحة على أسر نساء ورجال الأمن، ترقية بطعم العدالة الوظيفية، ترسخ قيم العرفان، وتربط الترقية يالأداء والمروءة والجودة المهنية، فقد عانق 10,393 مستفيدًا رتبهم الجديدة، بروح الفخر والوطنية، متم السنة المالية 2024، استحقاقا لا ريبة فيه، وضمن استراتيجية حموشي التي تربط الترقية بجودة الأداء والمردودية وثقل المسؤولية، والتوظيف بالكفاءة والاستحقاق والمساواة والإنصاف والشفافية.
ففي خطوة تعكس التزام المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب بتحسين ظروف العمل وتعزيز الروح المعنوية بين موظفيها، أعلنت المديرية عن ترقية غير مسبوقة شملت 10,393 موظفًا وموظفة خلال السنة المالية 2024. ومن بين هؤلاء، 466 من العنصر النسوي، مما يدل على أهمية دعم المرأة في مجال الأمن.
لت 10,393 موظفًا وموظفة خلال السنة المالية 2024. ومن بين هؤلاء، 466 من العنصر النسوي، مما يدل على أهمية دعم المرأة في مجال الأمن.
تأتي هذه الترقية في وقت يتزايد فيه الضغط على الأجهزة الأمنية لمواجهة التحديات المتزايدة، حيث بلغت نسبة المستفيدين من الترقية حوالي 68% من مجموع المسجلين، وهي نسبة تعكس نجاح المديرية في تحقيق أهدافها التنموية. هذه النسبة العالية تُعتبر علامة فارقة مقارنة بالسنوات السابقة، مما يبرز الجهود الحثيثة التي تبذلها المديرية لتعزيز الكفاءة والاحترافية.
مقاربة أفقية وعمودية
توزعت الترقيات بين فئات مختلفة من موظفي الشرطة، حيث استفاد 7,005 من شرطة الزي الرسمي و3,388 من شرطة الزي المدني. هذا التنوع يعكس الأدوار الحيوية التي يلعبها أفراد الأمن في الحفاظ على النظام العام وضمان سلامة المواطنين. إن كل فئة تساهم بشكل فريد في تحقيق الأمن والاستقرار، مما يجعل الترقية فرصة لتعزيز الأداء في جميع المجالات.
تمييز إيجابي لذوي الدرجات الصغيرة والمتوسطة
لم يغفل الإعلان عن التركيز على الموظفين المصنفين في الدرجات الصغيرة والمتوسطة، حيث تم ترقية 3,564 موظفًا وموظفة في رتبة مقدم شرطة، و1,269 في رتبة مقدم رئيس، و1,716 في رتبة مفتش شرطة ممتاز. هذا الاهتمام يعكس رؤية المديرية التي تسعى إلى تعزيز الروح الجماعية وتحفيز جميع الموظفين، بغض النظر عن رتبهم.
مرجعية التقييم: حكامة، جودة ومروءة
لضمان نزاهة وشفافية عملية الترقية، اعتمدت لجان الترقي على ميثاق شامل لتقييم الأداء والمردودية. هذا الميثاق يتضمن معايير دقيقة تشمل الكفاءة المهنية والأقدمية والسلوك المهني. كما تأخذ اللجان بعين الاعتبار طبيعة المنصب الذي يشغله الموظف، مما يضمن أن تكون الترقيات قائمة على أسس موضوعية وعادلة.
الترقية: من الحق إلى مقاربة الاعتراف والتحفيز
تعتبر المديرية العامة للأمن الوطني أن الترقية ليست مجرد إجراء إداري، بل هي أداة تحفيزية تعزز من إبداع الموظفين وتفانيهم في أداء مهامهم النبيلة. إذ تساهم هذه الخطوات في خلق بيئة عمل محفزة تدفع الموظفين لبذل المزيد من الجهود من أجل صون أمن المواطنين وضمان سلامة ممتلكاتهم.
مواعيد للترقية لا تخطئ زمنها
تؤكد المديرية على أهمية الإعلان عن الترقيات بشكل دوري وفي مواعيد محددة عند نهاية كل سنة. هذا الالتزام يعكس رغبتها المستمرة في تحسين جودة الخدمات الشرطية وتعزيز الثقة بين المواطنين وأجهزة الأمن.
الاستثمار في المستقبل، دعم وغرفان
في النهاية، تعكس هذه المبادرات الجادة التي تتبناها المديرية العامة للأمن الوطني رؤية مستقبلية تهدف إلى تطوير قدرات موظفيها وتعزيز دورهم الفعال في المجتمع. إن هذه الخطوات ليست فقط تحسناً وظيفياً، بل هي أيضاً استثمار في مستقبل الأمن والاستقرار بالمغرب.