أولادفرج: الرسوب في الامتحان يخطف روح فتاة بقسوة

Last Update :
أولادفرج: الرسوب في الامتحان يخطف روح فتاة بقسوة
مولاي عبد الله الفيلالي: الجديدة

شهد إقليم الجديدة يوم الجمعة مأساة مؤلمة حين أقدمت فتاة قاصر تبلغ من العمر 15 سنة على إنهاء حياتها في حي الوئام بجماعة أولاد فرج، بعد أن أصابها صدمة عميقة جراء رسوبها في شهادة الدراسة الإعدادية.

هذه النتيجة التي كانت بمثابة حكم ثقيل على مستقبلها، دفعتها إلى تصرف مأساوي، صعدت على سطح منزلها وأجهزت على روحها أمام ذهول أسرتها وسكان الحي، الذين حاولوا بكل الوسائل إنقاذها، فاتصلوا بالوقاية المدنية والدرك الملكي، لكن الزمن كان أسرع منها، وأودعها الموت في الطريق إلى المستشفى.

لا تكاد هذه الحادثة الفاجعة تُنسى حتى تعود إلى الأذهان صور مآسي مماثلة لمراهقات في عمر الزهور، ذهبت أرواحهن ضحية ضغوط الحياة والامتحانات.

ففي تاونات عام 2021، راحت تلميذة في الخامسة عشرة من عمرها ضحية لحالة يأس مماثلة بعد رسوبها في امتحان المستوى الثالث الإعدادي، تاركة وراءها ألم وحسرة كبيرة في قلوب من عرفوها.

وكذلك في تطوان، حيث شهدت المدينة مأساة مشابهة لنفس السبب، لتعكس حقيقة مؤلمة، أن الرسوب قد يكون في بعض الأحيان قاتلاً، حين لا يجد الشاب الدعم الكافي ليواجه خيباته.

في هذا السياق سبق للدكتورة أسماء بوشكري، أخصائية علم النفس التربوي، أن أكدت أن "الرسوب الدراسي يمثل صدمة نفسية كبيرة عند المراهقين الذين يمرون بمرحلة حرجة من تكوين الهوية، إذ يشعرون بخيبة أمل عميقة قد تقود إلى اضطرابات نفسية خطيرة، إذا لم يتلقوا دعماً نفسياً واجتماعياً مناسباً."

وفي السياق ذاته تشير الدراسات العالمية، ومنها تقرير لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى أن "المراهقين الذين يعانون من ضغط أكاديمي غير مدعوم هم أكثر عرضة للاكتئاب والأفكار الانتحارية، وهو ما يستوجب ضرورة تدخل سريع وحقيقي من الأسرة والمدرسة والمجتمع" (WHO, 2021).

تكررت هذه المآسي لتسلط الضوء على هشاشة منظومة الدعم النفسي في المدارس المغربية، حيث يفتقر كثير من التلاميذ إلى المساندة النفسية والاجتماعية التي تمكنهم من تجاوز إخفاقاتهم.

وفي هذا الصدد حذرت في تصريح  لها سابق الدكتورة نادية المريني، خبيرة علم النفس الاجتماعي، من "أن المعالجة التقليدية للرسوب فقط عبر العقاب أو التقليل من شأن الطالب تؤدي إلى زيادة مشاعر الإحباط، بينما يتطلب الأمر إعادة بناء الثقة بالنفس والاهتمام بالصحة النفسية".

إن مأساتنا اليوم ليست مجرد فقدان حياة، بل فشل جماعي في توفير الحماية النفسية لأبنائنا، مما يستدعي إعادة النظر في السياسات التعليمية لتشمل برامج متخصصة في الدعم النفسي والتوجيه، وتدريب المدرسين على التعرف على علامات الاضطرابات النفسية والتدخل المبكر.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept