في كلمته الإفتتاحية بالمجلس الوطني لحزب الإتحاد الإشتراكي، كشف إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الوردة عن مستقبل الحزب في الأمد القريب والمتوسط، إذ أكد أن أهمية النتائج الإيجابية التي حققها الحزب في الإستحقاقات الأخيرة تكمن في كون أننا تجاوزنا صعاب مرحلة ما بدع التناوب، وهي نتائج لم يحققها الحزب منذ مدة طويلة، وقد أتت في ظروف صعبة كما يعلم الجميع.
وأضاف لشكر، اليوم السبت، معللا تقهقر الحزب في السنوات الأخيرة بعد مرحلة التناوب التوافقي، ما أدى إلى إنهاك الحزب بسبب مشاركته في حكومة التناوب الأولى، ناهيك عن دخول الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية في العالم كله في مرحلة تراجع مؤقتة مع تصاعد النزعات اليمينية، وظروف أخرى.
وشدد الكاتب الأول لحزب الوردة على أهمية وجوب النظر إلى المستقبل بتفاؤل، نحو نتائج أفضل تليق بقوة الحزب سياسيا وبتاريخه، وبالأدوار التي قام بها من أجل التحول الديموقراطي بالبلد، موضحا أنه حين طرح حزب الوردة شعار «من أجل تناوب جديد»، مؤطرا بمضمون أفق الدولة الإجتماعية المنشودة، كان الحزب على وعي بتحديات المرحلة، ويحق القول إن الاتحاديين كانوا الوحيدين الذين وضعوا شعارا يكثف برنامجا للإجابة على تحديات المرحلة.
واستطرد لشكر موضحا أن أسباب دخوله المعارضة تحصيل حاصل، بعد بروز ملامح التوجه نحو بناء مفهوم لأغلبية حكومية متغولة، مما يجهض حلم التعددية والتشاركية أن يكونا من بين المبادئ الناظمة لأشتغال المؤسسة التشريعية، وذلك بعد أن أظهرت نتائج الإنتخابات تعبيرا عن طموح المغاربة للتأسيس لهذا التناوب الذي دعا إليه الإتحاد الإشتراكي تحت شعار «من أجل تناوب جديد».
و يرى الزعيم الإشتراكي أن دخول حزب الوردة صف المعارضة، سببه هاته الحكومة التي اجتمع لها ما لم يجتمع لسابقاتها من الحكومات، إذ استهلت مشوار ولايتها بقرارات لا شعبية قد تؤجج احتقانا اجتماعيا نحن في غنى عنه، كان آخرها إقرار تسقيف السن القانونية لمباريات التوظيف في المهن التعليمية في ثلاثين سنة، موضحا أن المنحى الذي تسير فيه الحكومة الحالية يؤكد أننا أمام حكومة ذات توجه «نيو ليبرالي»، الشيئ الذي من شأنه أن يحرم فئات واسعة من المجتمع من الإنعتاق من البطالة.