بدأ المغرب رسميا استغلال الغاز الطبيعي المنتج بأراضيه، وذلك بعدما أعلنت شركة “ساوند انرجي” البريطانية، في بيان لها يوم الثلاثاء، أنها أبرمت عقدا مع المكتب الوطني للماء والكهرباء لشراء الغاز الطبيعي المنتج بحقل تندرارة، وسيحصل المغرب على ما يناهز 350 مليون متر مكعب سنويا، وسيتم نقله عبر أنبوب المغرب العربي-أوروبا، والذي كانت الجزائر أوقفت إمداداتها من الغاز عبره.
وكانت وزيرة الطاقة المغربية ليلى بنعلي قد قالت في أول ظهور لها بمجلس النواب إن إنتاج المغرب من الغاز في الحقول، التي تم اكتشافها لا تتعدى 98 مليون متر مكعب في كل من مسقالة الصويرة، والغرب، أما حقل تندرارة، فإنه تم منح رخصة استغلاله، دون أن تشير إلى الكميات المتوقع إنتاجها منه.
وفي هذا الصدد أكد محمد الشرقي، المحلل الاقتصادي، أن شركة “ساوند إنرجي” البريطانية منذ مدة وهي تبحث وتنقب عن الغاز شرق المغرب، وكانت تعلن عن التطورات، والاكتشاف الأخير من تندرارة، من الممكن أن يعوض ثلث احتياجات المغرب، حيث سيتزود المغرب بما ب 350 مليون متر مكعب كل سنة، مشيرا إلى أن المغرب يمتلك مواقع أخرى في الشمال بالعرائش، وحتى بسيد المختار بالصويرة، وبهذا فالمغرب يتوفر على 50 بالمئة من احتياجاته الطاقية من خلال الانتاج الذاتي فقط.
وأضاف الشرقي في تصريح لجريدة “تمغربيت 24″، أن المغرب من الدول الأولى في العالم التي دخلت لمجال الطاقات المتجددة، خاصة الشمسية أو الريحية، موضحا أن المناطق الجنوبية بالصحراء المغربية تنتج أكثر من 70 بالمائة من طاقة المغرب الكهربائية من مصادر طاقات نظيفة، وأضاف أن المركبين العملاقين نور 1 ونور2 بورزازات، يغطيان حاجيات مدن كبرى كمراكش والدارالبيضاء، وبالعموم يشكل إنتاج المغرب من الطاقات النظيفة 40 بالمائة من الإنتاج والاحتياج الوطني من الكهرباء، بحسب تعبيره.
من جانبه أفاد عبد الصمد ملاوي، الخبير في المجال الطاقي، أن الغاز الجزائري كان يغطي 10 بالمائة من حاجيات المملكة من الكهرباء، حيث كان يشغل محطتين لتوليد الكهرباء بالمغرب، وبالتالي فانقطاع هذا المورد كان له تأثير، لكن المغرب بحسب قوله، قام بوضع استراتيجية استباقية.
وتابع الخبير الطاقي عبد الصمد ملاوي في تصريح لجريدة “تمغربيت24” أن المغرب كان له علم بالمناورات من قبل الجانب الجزائري بخصوص هذا الأنبوب، وبالتالي فقد أعطى العاهل المغربي مخطط استغلال الطاقات النظيفة بهدف جعلها موردا أساسيا في إنتاج الطاقة بالمغرب، مذكرا أن المغرب كان يستورد غالب احتياجاته من الخارج قبل هذا المخطط، لكن الآن فقد تراجعت الواردات بنسبة 60 بالمائة.
وأردف المتحدث نفسه، أن المغرب حاليا يجني ثمار عمله الاستباقي نحو التوجه للطاقات النظيفة، بصفتها رافعة لتنمية الاقتصادية والبيئية ببلادنا، والتي جنبته تحمل أثار وعبئا كبيرين بعد القرار الجزائري، مضيفا أن المغرب أصبح يعتمد على الإنتاج المحلي للغاز خاصة حقول الشرق المغربي، والتي تساهم بنسب مهمة مقارنة بما كان يستورده المغرب من الجزائر، وذلك مع إعطاء رخص للعديد من الشركاء للتنقيب عن الغاز والبترول، إلى جانب تشجيع استيراد الغاز المسال من الدول الصديقة كقطر وأمريكا، وحاليا المغرب سيحاول نقل الغاز من إسبانيا عبر الأنبوب المغاربي- أوروبا.