شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتبن على أهمية تنفيذ كييف الكامل وغير المشروط لمجموعة تدابير مينسك، مؤكدا على على أهمية البدء الفوري للمحادثات مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، من أجل صياغة ضمانات أمنية قانونية دولية لروسيا، واستبعاد تحرك الناتو نحو الشرق، ونشر أنظمة أسلحة تهدد روسيا في أوكرانيا والدول المجاورة الأخرى.
وجاء ذلك خلال مباحثات عقدها بوتين مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، حول الوضع في أوكرانيا، أمس الثلاثاء، في خضم توتر وتصعيد عسكري غير مسبوق بالمنطقة، حيث نبه في وقت سابق بوتين من التقدم العسكري والاستفزازات الأوكرانية على الحدود.
وفي هذا الصدد يرى أستاذ القانون الدولي، عبد النبي صبري، أن التطورات التي تحصل بين أمريكا وروسيا وصلت لمرحلة حساسة وحرجة في محيط مضطرب بمنطقة البحر الأسود، التي أصبحت اليوم جزءا أساسيا من الصراع بين الشرق والغرب.
وأفاد صبري في تصريح لـ”تمغربيت24″ أنه لاحظ اليوم حشدا للقوات العسكرية الروسية، ربما من أجل ضم إقليم “دومباس”، ومن ثم ضم شامل لأوكرانيا، كما حصل مع شبه جزيرة “القرم” في سنة 2014، مضيفا أن إقليم “دومباس” يمثل بالنسبة لروسيا جزءا من أمنها القومي، حيث تتواجد به مجموعات انفصالية لها ثقافة ولغة روسية تطالب بالإنفصال عن أوكرانيا.
وأضاف أستاذ القانون الدولي، أنه من المستبعد جدا أن تقع حرب بين الطرفين لأنه بحسب تقرير روسي جاء في سنة 2020 فإن أوكرانيا أضحت مصدر إزعاج وقلق للمصالح الروسية، لذلك فروسيا حذرت من هذا الأمر ما دفع الغرب لوضع فرضية غزو روسي وشيك في نهاية السنة الجارية، وبالتالي فمن الناحية الإستراتيجية حسب المتحدث، فوقوع حرب أمر غير ممكن لأن الخسائر ستكون من نصيب الجيش الروسي أيضا، وليس فقط الأوكراني بغض النظر عن التفوق العسكري لروسيا.
وتحدث صبري عن وجود سينريوهات متعددة، أولها أن روسيا تريد توليد إنقلاب داخلي بأوكرانيا عبر دعم انفصالي دومباس، والضغط الإعلامي لضمان نفودها وسيطرتها على أوكرانيا، انطلاقا من تجاربها بسوريا وليبيا.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه في حالة إندلاع حرب بالمنطقة، فتركيا بتواجدها في منطقة إستراتيجية ستلتزم الحياد، حيث منذ بداية 2014 بعد ضم القرم لروسيا كان موقفها واضحا وهو رفض ذلك، لأنه يتعارض مع القانون الدولي، زد على ذلك، فلتركيا مصالح متوازنة مع القوى الدولية ومع أوكرانيا أيضا، بعد بيعها مؤخرا لطائرات مسيرة، ومن جهة وجود صفقات ومشاريع ضخمة مع الشريك الروسي، وبالتالي فهي ستلعب موقف الحياد ودور الوساطة لتجنيب منطقة البحر الأسود حمام دماء جديد.