البراءة للعماري والإدانة للصحافة المغربية

Last Update :
البراءة للعماري والإدانة للصحافة المغربية

عبد الوهاب بارع*

كان يوما حافلا بخيبات الأمل، وتجهيز نعش كبير للصحافة المغربية التي احتضرت طويلا وهي تجلد مواطنين أبرياء وتزج بهم في السجن بمجرد همسات في أركان مظلمة.

لكن نهاية اليوم كانت مشرقة بعد الطلقة المدفعية التي وجهها القضاء، معلنا براءة الصحافي الرياضي عادل العماري من تهمة النصب، ومؤاخذته في التهم الأخرى والرفع من الغرامة المالية إلى 10 آلاف درهم، لا بأس، لا بأس.. لكنه الحكم الحقيقي الذي صدر بعد يوم شاق وطويل من الإشاعات والضربات الموجعة في جسم الإعلام المغربي المترهل.

المصيبة والطامة الكبرى أن منابر إعلامية كبيرة مشهود لها بالكفاءة والمهنية انساقت وراء إشاعات مغرضة وأخبار زائفة، لا أعتقد أن مسربها كانت له نية حسنة، ليختار توقيتا مناسبا ولوعة اللهفة القاتلة لسماع الأحكام في ملف التلاعب بتذاكر المونديال المتابع فيه محمد الحيداوي رئيس فريق أولمبيك آسفي، والزميل الصحافي الرياضي عادل العماري، ليبث سمومه ويجهز نعشا للصحافة المغربية بحكم فيسبوكي ظالم وجائر.

الزميل الصحافي عادل العماري الذي اشتقنا إلى صولاته في “راديو مارس” أحق بالعودة إلى الحياة عبر برامجه وظهوره على أثير إذاعة كان أحد الأسباب الرئيسية لتتبع المستمعين للراديو رغم التطور التكنولوجي والمنافسة الشرية من وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات المنافسة على كل المجالات بما فيها الرياضة.

نعم العماري حصل على البراءة، رغم إدانته قانونا ومسطريا بالغرامة المالية التي رفعتها المحكمة في شقها الاستئنافي إلى 10 آلاف درهم، بعد أن كانت 2000 درهم، لكنه حصل على البراءة يا سادة من تهمة النصب.. العماري ليس نصابا، ولكن النصب تهمة التصقت في اليوم الأخير للملف بصاحبة الجلالة.. النصب هو تضليل القارء والمتتبع وتذبح صحافيا ومسؤولا بسكين حافية أمام الملأ وتعلنهما مدانين حتى قبل أن يصدر الحكم الحقيقي. النصب هو أن تحاول أن تحصل على السبق وأنت تستيقظ في الثانية عشرة زوالا وتراقب شاشة هاتفك وتتطاول على إعلاميين في قلب المحكمة من الثامنة والتاسعة صباحا لنقل المعلومة صحيحة للقراء والمتابعين..

ولكن النصب الحقيقي هو أن تكون إعلاميا أو تنتسب إلى الميدان وتعتمد على تدوينة شاردة في الفيسبوك لتنشر خبرا تعدم فيه زميلا لك، دون أن تتأكد أو تستعين بأبجديات التحقق من الخبر، أو على الأقل الاتصال بأحد الزملاء المتواجدين هناك لتصحيح معلوماتك، لكنه الغرور والتعالي وربما “النفخة الخاوية” من تجعلك تسقط في الخطأ الذي يدين المنظومة الإعلامية بالبلاد.. فهل تتحرك الأجهزة الوصية لفتح تحقيق في الموضوع، وتعيد الهيبة لصاحبة الجلالة التي أصبحت عارية مجردة من هيبتها ومن وقارها كما يجب أن تكون.

فهنيئا لزميلنا عادل العماري، ونترقب عودته لإعطاء الحياة لأثير راديو مارس ويشعل الحماس في الاستديوهات، كما عهدناه، رغم كيد الكائدين.

*صحافي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept