تمغربيت 24
أثارت خرجة للمدعو أحمد ولد عبيد مؤخرًا، استياء شعبيا ورسميا داخل الأوساط الموريتانية، بتصريحاته الخرقاء التي وصف فيها موريتانيا بأنها “خطر وجودي” على مشروع الجبهة، وتابع الشعب الموريتاني التسجيل الصوتي لهذا الأخرق، الذي حرض بلغة الإرهابيين ما سماهم أنصار البوليساريو إلى اتخاذ مواقف وصفها أكثر حزمًا تجاه النظام الموريتاني، متهما الدولة الموريتانية بخدمة أجندات معادية.
تصريحاته تأتي في وقت حساس، وعقب اللقاء التاريخي بين ملك المغرب والرئيس الموريتاني، اللقاء الذي يبدو أنه أربك حسابات البوليساريو وحاضنتها الجزائر ونظام الجنرالات، حيث لجأت الجبهة إلى التصعيد اللغوي على عادتها بوصفها ظاهرة صوتية لا أقل ولا أكثر، وتأتي هذه التصريحات اليائسة في سياق الأزمات المستمرة التي تواجهها جبهة البوليساريو، حيث يسعى ولد عبيد إلى تعبئة الدعم لقضية خاسرة وسط تحديات متزايدة على الساحة الإقليمية.
وفي السياق ذاته، ردت موريتانيا بقوة على تصريحات أحمد ولد عبيد الخرقاء، التي اعتبرت أن البلاد تشكل “خطرًا وجوديًا” على مشروع الجبهة، حيث أكد مسؤولون ومراقبون في نواكشوط أن هذه التصريحات تعكس تصعيدًا غير مقبول، وتؤكد ضرورة الحفاظ على العلاقات الإيجابية بين المغرب وموريتانيا.
في هذا السياق، صرح أحمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الموريتاني، بأن بلاده ليست متفرجة على النزاع، وأنها تسعى لحل سلمي يحقق الاستقرار في المنطقة، كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتفادي أي تصعيد قد يؤثر سلبًا على العلاقات بين الدول المجاورة.
وفي هذا الصدد عبر حزب “الصواب” الموريتاني عن استنكاره لتصريحات ولد عبيد، مؤكدًا أن هذه المواقف لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات، ودعا الحزب إلى تعزيز الروابط التاريخية والسياسية بين المغرب وموريتانيا، مشددًا على أهمية الحوار والتفاهم لحل القضايا العالقة.
وفي السياق ذاته عبر عدد من الموريتانيين عن استيائهم من دعوات الأخرق ” بيتشو” لمهاجمة موريتانيا، معتبرين أن مثل هذه التصريحات تثير الفتنة وتضر بالعلاقات بين الشعبين المغربي والموريتاني، أما حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية فقد عبّر عن استهجانه لتصريحات ولد عبيد، بينما وصفت هيئة العلماء الموريتانيين تصريحات ولد عبيد ب”مريبة وغير ودية”، مشددة على أهمية الحفاظ على العلاقات الأخوية بين الدول المغاربية.
وجدير بالذكر أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث يسعى المغرب وموريتانيا لتعزيز علاقاتهما في مجالات متعددة، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني، مما يعكس ارتباك جبهة البوليساريو من توالي الإخفاقات وتضييق الحصار عليها دوليا.