نظّم عدد من المواطنين المنحدرين من ورثة سهب الطيور بمنطقة "أمباج" التابعة للجماعة الترابية بوعنان (إقليم فجيج)، صباح يوم السبت 21 يونيو الجاري، وقفة احتجاجية سلمية للمطالبة برفع ما وصفوه بـ"الظلم والحيف" الذي يتعرضون له جراء ما اعتبروه "تراميًا واضحًا وممنهجًا" على أرضهم من طرف رئيس الجماعة وبعض المستشارين المحسوبين عليه.
واستنكر المحتجون ما وصفوه بـ"استغلال غير مشروع للنفوذ والسلطة" من قبل رئيس الجماعة، الذي – بحسبهم – عمد إلى استغلال العقار التابع للورثة دون وجه حق، من خلال استخراج المعادن والثروات الطبيعية، وإتلاف الغطاء النباتي الذي يميز المنطقة، عبر اقتلاع النخيل وأشجار أخرى، ما تسبب – وفق تعبيرهم – في "تشويه ممنهج للمجال البيئي المحلي".
وفي هذا الصدد أكد المتضررون، في تصريحات متفرقة، أن عمليات الاستخراج التي يقوم بها المعني بالأمر تتم دون أي ترخيص قانوني، وبعيدًا عن المعايير المنصوص عليها في بنود قانون المناجم، مشيرين إلى تشغيل قاصرين في ظروف غير إنسانية، في خرق صارخ للقوانين الوطنية والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الطفل ومعايير الشغل.
وفي السياق ذاته حمّل المحتجون رئيس الجماعة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، متسائلين عن دور المؤسسات في حماية ممتلكات المواطنين، إذا ما كان المنتخب نفسه هو من "يعتدي على الملك العام والخاص"، وفق تعبيرهم. كما طالبوا بمنحهم رخص استغلال المعادن، باعتبارهم أولى بذلك بحكم ملكيتهم القانونية للأرض، مبرزين في الآن ذاته هشاشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المنطقة، والتي تفاقمها مثل هذه "الممارسات الجائرة"، حسب وصفهم.
عرفت الوقفة حضورًا لافتًا لرجال الدرك الملكي، الذين أنصتوا للمحتجين، وحرروا محضرا مفصلا في الموضوع، وسط إشادة من الورثة الذين ثمّنوا تدخل المؤسسة الأمنية، ومناخ الهدوء والانضباط الذي طبع الشكل الاحتجاجي.
وفي ختام الوقفة، عبّر المشاركون عن ثقتهم الكاملة في عدالة المملكة المغربية ومؤسساتها، مؤكدين انخراطهم في دولة الحق والقانون، وتجديدهم لولائهم للملك محمد السادس، سائلين الله له الشفاء العاجل، وداعين إلى مغرب ينعم بالأمن والاستقرار والعدل تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، رمز البلاد وحامي حقوق المواطنين.