محمد الشمسي
لكم وجدتني مغفلا حين أوهمت نفسي أن حكومة أخنوش يمكن أن تكون قارب النجاة الذي سينجي الوطن من غرقه الوشيك، حتى أني أسميتها “حكومة الفرصة الأخيرة وحكومة الأمل”، لكن إلى حدود تحرير هذه الشخبطة لم نر منها وفيها سوى حكومة الكبائر السياسية، برزت من ثلاث ونعوذ بالله من الآتي، فبالأمس خرج علينا وزيرها في الصحة الذي “رجع صحة” وقال للمغاربة بخصوص “شلاضة اللقاح اختيار وجوازه فرض” كما قال العقيد المقبور “من أنتم…أنتم أقلية، ونحن نحمي الأغلبية”، ثم اختفى فعاد بعد أن قامت حوله القيامة ليستبدل جواز اللقاح بالجواز الصحي، كمن يعطي باليمنى ويسترجع باليسرى…
ثم انبرى وزيرها في العدل الذي لا يعرف أحد أين هو العدل الذي هو وزير له؟، ليقرر جلب الأضواء إليه “باش يدير بلاصتو” وهو الذي كان يوهم نفسه أنه سيكون رئيس الحكومة، وهو الذي كان زاهدا في الحقيبة الوزارية، وهو الذي…وهو الذي… فإذا به يفتح نيران لسانه صوب المحامين والمحاميات دون سابق مواجهة، ولا سابق خلاف بين الطرفين، بل إن الرجل هو محام وفي الرباط ومقبول لدى محكمة النقض، فانتحل الوزير صفة مدير الضرائب وزعم أن 90 في المائة من المحامين يغشون ضريبيا، وتوعدهم ب”طحطح”، وهذا يوقعه تحت طائلة المسؤولية بعدم التبليغ على جريمة يعلم بحدوثها إن صدق، أما إن “كان عا داوي خاوي” فهذا يوقعه تحت مسؤولية التبليغ عن جريمة وهمية وإهانة هيئة منظمة…
وليختم وزيرها في التعليم جهالة الحكومة بفتواه حول شروط خوض مباراة التعليم بشرط السن دون الثلاثين وضرورة الانتقاء قبل الاجتباء، فيقضي الوزير بقراره التعسفي هذا على طموح فئة عريضة من حملة الشواهد ممن ظلوا ينتظرون ويجتازون تلك المباراة لعقود”وماجابش الله”، ما بين “اللي معندو زهر” وبين” اللي ماعندو لا سيدو لا للاه”…
القاسم المشترك للوزراء أصحاب “الزبايل الثلاثة” أنهم كلهم ليسوا من صلب السياسة، فمنهم من دخل السياسة “عا نقز من الشرجم” مثل وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى الذي تمت “صباغته” في الوقت بدل الضائع فكان من طائفة “الوزراء المطليون”، ومنهم من لا يزال بعيدا عن السياسة ولو أنه يتبوأ منصبا سياسيا مثل وزير الصحة خالد آيت الطالب “وفهم تسطى”، وأخيرا وزير العدل عبد اللطيف وهبي الذي يقول غوغل أن له سابقة سياسية صغيرة حين كان اتحاديا ثم طليعيا “مغمورا” قبل أن ينتقل في ميركاتو 2010 إلى حزب التراكتور، وهي السنة التي كان في هذا الحزب قبلة من لا قبلة سياسية له، لأسباب يعرفها العادي والبادي، قبل أن يوصل الربيع الغربي الحزب إلى خريف العمر لولا “الضوباج”….
بعد هذه الكوارث التي استهلت بها الحكومة مشوارها يتحسس المواطن المغربي المسكين رأسه تحسبا “للكارثة الجاية”، كيف ستكون؟ ومتى؟ وأين؟ وكم؟ ومن؟ …كل هذا ورئيس الحكومة” مول أغراس أغراس” مختفيا متواريا، رغم صداع الراس…” فاللهم إنا لا نسألك رد القضاء لكن نسألك اللطف فيه، واللهم لا تؤاخذنا بجرائم من انتخبهم غيرنا علينا…